"وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ" (إشعياء40: 8)

ترينا كلمة الله بكل وضوح, أن مجيء المسيح إلى العالم وحياته وخدمته على الأرض كانت موضوع نبوات كثيرة قيلت عنه قبل مئات من السنين من مجيئه، وقد بلغت النبوات مئات في عددها, وتحققت جميعها في شخص المسيح المبارك بشكل دقيق مدهش. كان الهدف من تلك النبوات أن تعلن وتوضّح للعالم:

1- أن الله هو الإله الحي الحقيقي الكلي المعرفة, والعلم, والحكمة، والقدرة، والأمانة. "ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟" (عدد23: 19).

فالنبوات التي أوحى بها الله بالروح القدس وقد تكلم بها أشخاص كثيرون في أزمنة متعاقبة, ورغم أن بعضها لم تُدرَك مراميها في وقتها, إلا أنها حُفظت بقوة الروح القدس، وتمت في حينها دون أن تسقط منها كلمة.

2- أن كل الأشياء خاضعة لمشيئة الله وأن نهايات جميع الأمور هي ضمن نطاق سلطانه العظيم. "اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلَهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي." (إشعياء46: 9و10).

3- أن تعرّف العالم على الخلاص المُهيأ منذ الأزل بمجيء المخلص الموعود "المسيا" إلى العالم, والإعلان عن هذا المجيء مسبقاً, حيث أن المسيح هو الشخص الوحيد الذي قيلت فيه كل تلك النبوات بتعددها وتنوع موضوعاتها حيث شملت دقائق من حياته وخدمته, وقد تحقق معظمها بشكل مدهش, وبقي منها تلك التي تشير إلى مجيئه الثاني العتيد, وستتحقق تلك أيضاً بنفس تلك الطريقة.

إن التحقيق الدقيق للنبوات قد جلب الكثيرين لمعرفة خلاص الله بالمسيح يسوع, ولاسيما من اليهود الذين كانوا يعرفون هذه النبوات تماماً, وقد شاهدوا أتمامها في شخصه الكريم. فالنبوات كانت ولا تزال نوراً يفتح عيون الكثيرين ويقودهم إلى الشخص العظيم المبارك الذي قال عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة".

.