إن قصد الله لأولاده وبناته أن يعيشوا حياة القداسة، أي حياة الاعتزال عن الشر وتكريس الكل للرب. كما يقول الكتاب "كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»." (1بطرس1: 14-16).

لكن الكثيرين اليوم استبدلوا ذهب حياة القداسة العملية بنحاس صورة التقوى في حياتهم الكنسية والاجتماعية وتم فيهم وصف الكتاب للناس في الأيام الأخيرة " لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا." (2تيموثاوس3: 5). وهذا هو السبب وراء فتور بعض الكنائس وضعفها إذ صارت المسيحية للكثيرين تمثيلية يقومون بأدوارها كل يوم أحد، أما باقي الأسبوع فحدث عن ما يحدث فيه ولا حرج. فهم مكتفين بصورة التقوى ومنكرين قوتها الذي هو المسيح نفسه، وهذا ما يقتل الشهادة للمسيح ويدفع الكثيرين للظن أن المسيحية الحقيقية هي مجرد صورة بلا قوة، فهم ينخدعون بالذين يبدون وكأنهم مسيحيين، وقد يكون من العسير تمييزهم للوهلة الأولى عن المسيحيين الحقيقيين، ولكن حياتهم تكشفهم وتكشف موقفهم الداخلي من جهة الإيمان والمحبة والعبادة الحقيقية للرب، فالمظهر الخارجي يكون بلا قيمة.

إن أولاد الله الحقيقيون يدركون نعمة الله العظيمة التي منحتهم الخلاص المجاني الثمين على أساس دم المسيح الكريم، ويدركون قصد الله لهم ليعيشوا حياة القداسة التي تليق بأولاد الله وتمجد اسم الرب القدوس، كما يقول الكتاب "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ" (أفسس1: 3-4).

.