"أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الدَّهْرِ يَجْلِسُ. ثَبَّتَ لِلْقَضَاءِ كُرْسِيَّهُ وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِ بِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ." (مزمور9: 7، 8)

إن العدل هو جانب من جوانب طبيعة الله، وهذا الأمر يملأ قلوبنا بالشكر والتسبيح له ويتحول موقفنا الداخلي هذا إلى تعبير خارجي عن الحمد للرب وتقديرنا وإدراكنا لقدرته، له كل المجد. فنقول مع داود في المزمور التاسع "أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ."

إن عدم العدالة متفشي في العالم الذي نعيش فيه، فربما نواجه في هذه الحياة الكثير من المظالم، ونحن نطلب أن نعيش للمسيح ونطبق عدل الله، لكن حتى لو كنا ضحية لفعل غير عادل من قبل الناس إلا أن ثقتنا في الله وعدله وأنه هو المدافع عنا وهو الذي يظهر براءتنا من النقد ويبررنا أمام الآخرين.

قد نتّهم زوراً أو يساء فهمنا من قبل الناس، وقد لا يقدّر الآخرون بحق ما نبديه من محبة وقد لا نجد الجزاء المناسب لعملنا وخدمتنا، وقد تتعرض آراؤنا للتجاهل. ولكن مع كل هذا نحن نحمد الله لأنه يرى ويذكر كل الخير الذي نصنعه وهو الذي يحدد موعد وقيمة مكافأتنا.

فنحن نتكل عليه في الدفاع عنا، ونستطيع أن نتمتع بسلامه في قلوبنا ونتحرر من القلق من جهة تقدير الآخرين ومعاملتهم لنا.

* إن ثقتنا في الله أن له السيادة الكاملة فوق كل أعداءه، ففي النهاية سيفشلوا ويهلكوا أمام وجه الرب، لأن الله سيحاكمهم بعدله، فلا توجد قوة لعدو يمكن أن تقف أمامه "عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ لأَنَّكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَايَ. جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِياً عَادِلاً." (مزمور9: 3، 4)

* إن ثقتنا في الله أنه لن يتركنا، فالله لا يمكن أن يتخلى عن المتكلين عليه. نتكل عليه فهو ملجأ وحصن لنا في أزمنة الضيق " وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ." (مزمور 9: 10)

* كذلك يمكننا أن نرتاح بثقة ونعتمد على تدخل الله في وسط معاناتنا ونضمن انه لا يمكن أبداً أن ينسى الله الظلم الذي يحمله شعبه "لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ." (مزمور9: 12)

علينا أن نطلب المعونة من الله بدافع إعلان مجد الله أولا من خلال معاناتنا، وان نكون أمناء في نشر عدالة الله لإعلان مجده وكرامته ونقول مع داود "اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ. لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ مُبْتَهِجاً بِخَلاَصِكَ." (مزمور9: 13، 14)

لنطلب من الرب أن يرحم ظالمينا لكي يعرفوا أنهم بشر ويلتفتوا إلى الله ويتوبوا "يَا رَبُّ اجْعَلْ عَلَيْهِمْ رُعْباً لِيَعْلَمِ الأُمَمُ أَنَّهُمْ بَشَرٌ." (مزمور9: 20)

.