إِلاَّ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ يَكُونُ خَيْرٌ لِلْمُتَّقِينَ اللهَ الَّذِينَ يَخَافُونَ قُدَّامَه (الجامعة 8 : 12)

تنظر حولك عزيزي القارئ و ترى الظلم يقع على كثيرين و قد تكون انت احدهم; ترى القلة و العوز يحيطان بالكثيرين و قد تكون انت احدهم ;  ترفع عينيك الى السماء  لتصلي فتسمع اصوات الكثيرين حواليك قائلين :"مَنْ يُرِينَا خَيْراً"؟ وقد تكون انت احدهم!

 قد تتضايق حتى من نفسك و تصرخ فيها قائلا من شدة كربك :" لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَانَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ", بل لا ادري حتى ان كنت قد قلت في سرك ايضا :" اِفْتَكَرْتُ فِي قَلْبِي أَنْ أُعَلِّلَ جَسَدِي بِالْخَمْرِ"" حتى تنسى متاعبك!

ربما تكون فقدت عزيزا و همومك تحيط بك و تكاد تخنقك , دموعك تنسكب على خديك و لسان حالك يصرخ على الله قائلا "إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ؟

و لكن مهلا عزيزي القارئ, " هَلْ نَسِيَ اللهُ رَأْفَةً أَوْ قَفَصَ بِرِجْزِهِ مَرَاحِمَهُ "؟ فاعلم اذاً أنك لست وحدك لتحارب همومك, فهو قادر ان يعزيك لانه "أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ.

أرفع عينيك قارئي الحبيب مرة اخرى الى فوق, ولكن هذه المرة بابتهاج و ردد بفرح مع الشكر قائلا: "عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي, تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي".

و اليوم هناك رسالة خاصة و قصيرة منه  اليك و ها أنا أقراها لك : "قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ"! ان قبلتها فأنا أثق انه سيكون "كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ".

بقلم فادي يعقوب

.