"... بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ " ( أعمال 14: 22).

أجمل الساعات تعقب أشدّ الضيقات والعذاب.

القمح يطحن طحناً ويُسحق سحقاً قبل أن يعطي خبزاً وغذاءً.

البخور يُحرق بالنار ليفوح طيبه.

الأرض تُحرث بالآلات الحادّة قبل أن تعطي أثمارها. وكذلك القلب عليه أن ينسحق وينكسر قبل أن ينال رضى الله ويمتّع صاحبه بأعذب ساعات الحياة " القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره ".

كأنّه فُرِضَ على الطبيعة البشرية أن تتألّم وتذوب أمام الله قبل أن تكون النفس بركةً للعالم.

إن أردتَ أن تفرح مع الفرحين وتبكي مع الباكين.

إن أردتَ أن تعزّي المحزونين وتبهج البائسين.

إن أردتَ تُفرج المكروبين وتغني المنكوبين.

فاعبُر أولاً طريق الجلجثة متّبعاً خطوات سيّدك متقبلاً العذاب والآلام لتستطيع أن ترثي للآخرين.

.