النعمة التي تغير

" .... فَإِنَّ الرِّجَالَ عَرَفُوا أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ " ( يونان1: 10) .

في سنة 1748, أقلعت سفينة من شاطئ على جزيرة في غربي القارة الأفريقية, متّجهة نحو بريطانيا وعلى متنها بحّار باسم "جون نيوتن". وكان ذلك البحّار معروفاً بلسانه السفيه, وبحياته المفعمة بالشر والنجاسة, وهذا ما قاله نيوتن عن نفسه فيما بعد, واصفاً حياته الماضية.

كان القبطان يردّد دائماً هذه العبارة عنه قائلاً: " يونان معنا هنا في السفينة"! بل وأنّه ذهب إلى أبعد من ذلك حين قال : "كانت اللعنة تتبع السفينة بسبب جون أينما ذهبت. وإن صادفتنا أية مشكلة, نفتّش عن السبب فنراه مرتبطاً بجون نيوتن"

قد يكون القبطان على حق لأنّ نيوتن كان إنساناً بعيداً جداً عن الله.

وكما أنّ عاصفة شديدة هددت بتدمير السفينة التي كانت تقل يونان, فإنّ عاصفة مماثلة أيقظت نيوتن من غفوته الروحية تلك.

حين انكسرت السفينة في المحيط الأطلسي! وبينما كانت تغرق, رفع جون قلبه بالصلاة والتضرع إلى الله, وطلب رحمته وألقى رجاءه الكلّي على الرب يسوع المسيح, فأُنقِذ.

وهكذا بالنعمة أصبح ذاك البحّار المجدّف والفاسد, أحد أعظم رجالات الله, وكاتب الترانيم الشهير !

لا تؤجّل قبول نعمة الخلاص إلى أن تهبّ عليك عاصفة هوجاء, فتخضّك وتوقظك لكي تلفت نظرك إلى حاجتك هذه. لماذا لا تلتفت إليه اليوم, لماذا لا ترجع إليه الآن.

.