"الابْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟" ملاخي1 : 6

عندما يأتي أحدهم و يتكلم امامك بفكرة "غبية" عن شيء معروف جيدا لك , فانك تشعر و كأنه يهين ذكائك. فما هو شعورك اذا علمت أن قصد هذا الشخص كان اهانتك شخصيا و عن عمد؟

لو سألتك أنا : كم مرة أهنت الله؟! ستنظر الي باستغراب و ستصرخ : "حَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ هذَا"!!

حاشا؟ اذاً " إِنِ اسْتَطَعْتَ فَأَجِبْنِي", لأنه لا أعرف ماذا يمكن أن تسمي "همّك" الذي يشغل اليوم كل فكرك. ألم يقل لك السيد المسيح : لاَتَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْمَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فلماذاأرى كآبة وجهك و أنت غارق في غمك؟

لا بل "أَحْسِنِ الدَّعْوَى أَمَامِي" وقل لي لماذا تظل تفكر في أخطاء الماضي و تستحضرها مرارا و تكرارا مع أن السيد قال "قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ" فلماذا لا تصدقه؟

كم مرة اردت أن تكرم الرب مثل ذاك الذي قدم من أَبْكَارِغَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا , واذ بك تنتهي في محضره و بيدك الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ ؟

لماذا تسيئ معاملة الرب؟ لماذا تعطيه الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ قلبك, بدل ان تقدم له قلبك بالكامل كما قد طلب منك يَاابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ؟

آه يا عزيزي, لأنه لا يليق بنا هكذا. لا يليق أن نعامل الرب ذاك الذي مِنْ حَضْرَته تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ بأقل من قداسة مطلقة. لا تنسى من هو ولا تنسى من أنت.

سامحني يا رب على اهانتي اياك. سامحني على عدم اعطائك ما تستحقه من كرامة و هيبة. سامحني على ازالتي الحواجز بيني و بينك حتى تهت عن قداستك. سامحني.. لأني بِغَبَاوَةٍ فَعَلْت!

حقا لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ. هذا لك, أَمَّا لَنَا فَخِزْيُ الْوُجُوهِ..

بقلم, فادي يعقوب

.