خبز الحياة
تسجيل

عادة الهزل عند بعض المؤمنين

كم من نفوس وقعت صرعى لهذه العادة التي استعبدتها حتى أصبحت لهجة الهزل والمزاح تغلب على معظم احاديثهم. ولو عرفت انها تضيّع مركز المؤمن وتنقص من هيبته ونموه الروحي, ولو علمت انها كالموسى في شعر شمشون تضعف وتذلل روحياً من يتعاطاها حتى انه يصبح كواحد من اهل هذا العالم, لو علمت ذلك لكنت قد تركتها نهائيا والتزمت الرزانة في كلامك. تعلّم من سيدك كيف كان رزيناً جاداً في احاديثه, ومعاملته مع كل الناس على السواء, وهذا ما جعل لكلماته التأثير الفعال في النفوس, لأنه كان يتكلم كمن له سلطان. انه فريد من نوعه اذ لم يتكلم انسان مثله قط. او تمثّل ببولس الأسير الذي جعل الرب من هيبته عليه لأنه كان رزينا متعقلاً. هذا وقف امامه مرتعبا الوالي الروماني القاسي القلب- فيلكس - الجالس على كرسي عرشه وهو له الجيش والجند.

تعقل في حديثك (لأن مكرهة الناس المستهزئ) ام24: 9. فالهزل اذا نقيصة من صفات أبناء الظلمة, ولا تليق بالمؤمن كما جاء في افسس5: 4(ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق بل بالحري الشكر).

أما استمرار الهزل في حياة الانسان فيقوده خطوة خطوة الى محبة الاستهزاء, الذي هو علامة فارقة ميّز بها الرب الناس المرتدين في الأيام الأخيرة, فطوبى للرجل الذي لم يجلس في مجلس المستهزئين.

هل تعيش مع اهلك واصدقائك وجيرانك رزينا ام هازلاً؟ فإن كنت هازلاً قل لي كيف تستطيع ان تبشرهم بالتوبة وبغضب الله؟ ألا يظنوا انك تمزح حسب العادة, أولم يعلمنا الكتاب ان اصهار لوط لم يصدقوه عندما كلّمهم عن قضاء الله العاجل على سدوم وعمورة, لأنه كان مازحا في اعينهم؟

كن رزينا مع الجميع لا سيما الذين تعاشرهم وتراهم كل يوم مؤمنين كانوا ام خطاة.

كن قدوة للمؤمنين ومثالا للخطاة.

امّا الهزل الذي يتخلله كلمات غير واقعيّة فخطره واضح للعيان, اذ ان الهزل ليُضحك السامعين يتطلب غالباً زيادة في الكلام, او تحوير فيه. ومن العواقب الوخيمة التي يجرّها الهزل هو كلمات الازدراء التي يتفوه بها من تعود المزاح, فإذا اشمأزّت الجماعة قال, انا امزح. وفي الحالين فالكلام ضد الصدق. زد على ذلك ان كثيرا ما يتناول المزاح حياة بعض الاخوة بالتحقير مما يسبب الخصام والفتور في المحبة بين أولاد الله, لأنه مكتوب, (اطرد المستهزئ فيخرج الخصام, ويبطل النزاع والخزي) ام22: 10. وحسبك مقداماً في هذا المجال داود الذي لم يشأ ان يطلق نَبلة من جعبته على طالب حياته وعدوه شاول لأنه مسيح الرب. فكيف تتجرأ وتُخرج من كنانة جُعبة مزاحك نبلة سامة ترمي بها اخاك وشريكك في المجد, فترميه صريع الاحتقار والمذلّة.

منقول

.