خبز الحياة
تسجيل

(بِكُلِّ هَذِهِ لا تَتَنَجَّسُوا لانَّهُ بِكُلِّ هَذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ انَا طَارِدُهُمْ مِنْ امَامِكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الارْضُ. فَاجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا(اعاقب الارض بذنبها)فَتَقْذِفُ الارْضُ سُكَّانَهَا.) لا18: 24-25.

هكذا كلم الرب شعبه في القديم محذراً إياهم من الخطية لئلا تقذفهم الأرض. فأي فساد خلقي قد وصل اليه الناس في ذلك الوقت, واي ظلم وفجور قد ملأ قلبهم حتى قذفتهم الأرض!!

ان كان صراخ سدوم وعمورة قد كثر (وخطيتهم قد عظمت جداً) تك19. فماذا نقول في أيامنا هذه, هل بقي شر لم يُرتكب؟ وايّة مشاهد نراها ونسمع عنها, انها أمور تقشعر لها الابدان.

في كل مكان وبدون استثناء, صور العنف والقتل والاغتصاب, صور الحروب والموت والرعب. وها هي الأرض تتزلزل من تحت اقدام الجميع لافظة سكانها!

ان كانت عينا الله لم تحتمل الشر أيام نوح, (فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ اتَتْ امَامِي لانَّ الارْضَ امْتَلَاتْ ظُلْما مِنْهُمْ. فَهَا انَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الارْضِ) تك6: 13. واهلكهم بالطوفان.

وان كانت عيناه لم تحتمل الشر أيام لوط (فَامْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتا وَنَارا ... وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ وَنَبَاتَ الارْضِ.) تك19: 24-25.

فماذا سيفعل في أيامنا هذه؟

اننا نشكر الله لأن هذه الأيام أيام نعمة, والفرصة رغم كل الشرور ما زالت مفتوحة للتوبة والرجوع الى الله. ولكن ان أضاع الناس الفرصة وتجاهلوا كل مشاهد الرعب والموت والخطية من حولهم, فانه عند انتهاء هذه الايام سيغلق الباب وتنتهي الفرصة. ولن تلفظ الأرض سكانها فحسب, ولكن سيتم المكتوب عن ذلك اليوم الذي فيه (تَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا). (فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ كَالدُّخَانِ تَضْمَحِلُّ وَالأَرْضَ كَالثَّوْبِ تَبْلَى وَسُكَّانَهَا كَالْبَعُوضِ يَمُوتُونَ.) اش51: 6. وهكذا يهلك الرب بالنار, الأرض ومصنوعاتها, ومن فيها.

انه الإنذار الأخير, فهل تسمع قول الرب عن فم خادمه الرسول بطرس قائلاً: (فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟), فتهرب من الغضب الاتي!

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.