أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ.(مزمور 102)

إن كان له وجود في اللازمان واللامكان مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ،

وإن كان هناك عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا،

وإن كان هو الَّذِي صَنَعَ الْجِبَالَ وَخَلَقَ الرِّيحَ،

وإن كان هو الذي حَجَزَ الْبَحْرَ بِمَصَارِيعَ حِينَ انْدَفَقَ فَخَرَجَ مِنَ الرَّحِمِ،

وإن كان هو بَاسِطُ السَّمَاوَاتِ وَمُؤَسِّسُ الأَرْضِ وَجَابِلُ رُوحِ الإِنْسَانِ فِي دَاخِلِهِ،

فالسؤال يطرح نفسه:

لماذا ارتضى اذاً أن يجئ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ في مذود حقير ويعيش في بيت نجار متواضع ويجلس مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ مثلي ومثلك ثم في النهاية يدفع حياته ثمنا لما ارتكبناه، نحن وليس هو، من ذنوب على الصليب؟

وها كلمة الله الحية لا تتركنا حيارى:

لأنه لم يأت ليتمتع بلذات الحياة وشهوات العيون ويطلب ما لنفسه، بل جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.

لأنه هناك في الجلجثة، على الصليب، وهناك فقط: َالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ يَطَّلِعُ حيث الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ يَنْبُتُ!

هناك فقط الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا،

هناك تبرهنت بقوة الكلمة القائلة أَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.

عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير

فادي سمعان يعقوب