تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ. (مزمور17)

هل سبق لك ان تهت في مكان ناء وحاولت ان تجد طريق العودة ولكن دون فائدة؟ كم تمنيت وقتها لو أنك تقدر ان تقرأ خريطة النجوم فوقك او ان تستطيع تقصي الأثر من تحتك حتى تتبع أثار اقدامك رجوعاً.

كم تمنيت لو أنك كنت قادرا ان تميز صوته عندما قال لك " اتبعني" ولم تسلك حسب طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ. أرادك أن تتبعه وتدخل مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ لتدخل وتخرج وتجد مرعى، ولكنك رفعت عينيك ورأيت أرضا كَجَنَّةِ الرَّبِّ وسرت في الطريق التي تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ وها أنت الان في أرض خَرِبَةٌ وَخَالِيَةٌ وتتمنى لو كان حُوبَابَ بْنِ رَعُوئِيلَ الْمِدْيَانِيِّ معك ليكون كَعُيُونٍ لك في هذه البرية.

هانسل وغريتل طفلان في قصة دونها الأخوان غريم, ارادا ان يتركا أثراً ورائهما عند دخولهما الى الغابة حتى يستطيعا ان يجدا طريق العودة . فكان هانسل ينثر فتات الخبز على طول الطريق وعند المساء عندما ارادا ان يرجعا لم يجدا الخبز لان طيور السماء أكلت هذا الطعام البائد!

لكن يوجد صنف اخر، سماوي، الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، هذا يبقى للأبد الذي ليس بمقدور وحوش البرية ان تقرب منه، هذا الذي يناديك أن: "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيكَ". هو الذي يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ.

التحق اليوم بمدرسة «اتْبَعْنِي» للمسيح حتى تتعلم ان تكون "قصاص أثر" لا يتوه و لا يحيد عن الطريق ويمشي في أثر سيده الذي مضى تَارِكًا لَنَا مِثَالاً وكل من سلك في هذا الطريق سيرى أن الْبِرُّ قُدَّامَهُ يَسْلُكُ، وَيَطَأُ فِي طَرِيقِ خَطَوَاتِهِ.

فادي سمعان يعقوب