خبز الحياة
تسجيل

«ضَعُوا فِيهِ مِلْحًا..

لماذا طلب منك رب المجد ان تكون " مِلْحُ الأَرْضِ"؟ وهل حقا تستطيع أن تكون كذلك؟

كان الغزاة في القديم يستخدمون الملح لإفساد الأرض وذلك بزرعه فيها فتصبح مجدبة. وفي فرنسا كان هناك عادة قديمة بزرع الملح في بيت من خان ملكه وذلك لإعلان الامر امام الجميع تمهيدا لعقوبة صارمة تصل الى الموت. ولكن ما هو المطلوب منك أنت حتى تكون ملح الأرض الذي يمنع الفساد والعفونة؟

أتى رجال أريحا الى أليشع وأخبروه ان الْمِيَاهُ فَرَدِيَّةٌ وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ، فأخذ صحنا ووضع فيه ملحاً وطرحه في النبع فبرئت المياه في الحال!

قد يسأل أحدهم: هل حقاً كان يكفي "صحن" صغير من الملح لإبراء مياه المدينة كلها؟ هل أستطيع أنا بضعفي أن أغير حياة اخرين؟

ونسأل: هل كان الملح في ذاته سبب الابراء؟ هل كانت الحية النحاسية بنفسها سبب شفاء وحياة؟ لعل الطين الذي استخدمه الرب يسوع لفتح اعين الاعمى هو السبب؟ أو بولس وأبلوس بشطارتهما آمن الناس؟

قد طلب أليشع أن يكون الصحن "جديداً" حتى يضع فيه الملح، والمطلوب منك أنت أن تكون "خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ" حقيقية، لا ظاهرية متدينة ورعة. عندها سوف تستطيع التأثير على الناس وتحدث فرقا يساعد امتداد ملكوته على الأرض.

كانت هذه بداية خدمة أليشع بعد انتقال إيليا الى السماء ومن يعلم قد تكون هذه أيضا هي البداية لرش ملحك انت بين الساكنين حولك. فان كنت خائفا من ضعفك، أعرف يا عزيزي ان الله قصد ذلك لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا.

فادي سمعان يعقوب

.

هل شعارك كمسيحي هو " إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"؟ وانا هنا أتكلم ليس عن سياسة، او افراح العالم، بل عن امتداد ملكوت الله.

لو كان هذا هو شعار مؤمني الكنيسة الأولى الذين كانوا ينادون بالخلاص للأمم، لكانت مصيبة. فكيف يمتد ملكوت الله دون كلام؟ و كيف "فَتَنُوا الْمَسْكُونَةَ" لو لم يكن شعارهم "لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا."؟

كان إرميا يحذر الشعب مرارا وتكرارا لأن هذا الشعب قد زاغ عن الرب، ومهما حاول ما نابه منهم الا الاذية والاستهزاء. عندها قرر أن يصمت عن اعلان كلام الرب قائلا في نفسه «لاَ أَذْكُرُهُ وَلاَ أَنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ». ولكن هل تظن عزيزي القارئ انه استطاع كبت روح الله فيه؟ قد كان في قلبه كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ، فلم يستطع الإمساك.

آه لو كانت غيرتك لإعلان مجد الله تريد أن تخرج من فمك كما ينفث البركان حممه فيشق الأرض. لوكنت تشعر عزيزي القارئ كما شعر أليهو حين أراد إعلان بر الله لأيوب وأصحابه فكانت بطنه كَخَمْرٍ لَمْ تُفْتَحْ. كَالزِّقَاقِ الْجَدِيدَةِ يَكَادُ يَنْشَقُّ لفتحت باب بيتك وخرجت صارخا: توبوا! هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ .

فادي سمعان يعقوب

.

أيها الرجل أكشف رأسك

 هل مسرة الرب بالذبائح التي نقدمها من تسبيح وصلاة وعطاء، أم مسرته بالطاعة والعمل بحسب قوله؟

هل كان يستطيع رئيس الكهنة ان يدخل الى قدس الاقداس بأي لباس أراد واستحسن, حتى لو كان مصنوعا من اجود الاقمشة واغلاها, وصُمم على يد أبدع مصممي باريس ولندن؟

هل حقا الغاية تبرر الوسيلة؟ إذا لماذا عندما كاد التابوت ان يسقط عن العربة, و حاول عزة ان يعمل خيراً بأن يسند التابوت ضربه الله وأماته عندما "مَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ اللهِ وَأَمْسَكَهُ"؟

ثلاثة مواقف حصلت معي, وجاءت الردود مختلفة:

1-    بينما كنا نرنم, دخل أحد الاخوة الذين اعرفهم جيدا الى الكنيسة وابتدأ يرنم معنا وعلى راسه قبّعة رياضية. فتقدمت منه بكل رفق ورفعت القبّعة عن رأسه, فابتسم, وأكملنا الخدمة. بعد الخدمة شكرني لأنه فعل ذلك دون انتباه. لكن بالمقابل تقدم مني أحد الاخوة" الاعمدة" في الكنيسة وأنّبني على فعلتي هذه قائلاً : ربما كان شعْرُ ذلك الأخ غير مُرتب!

2-    بينما كنا نرنم, دخل أحدهم (فهمت فيما بعد انه من خلفية غير مسيحية) وهو مرتديا قبعة على رأسه، فتقدمت اليه بهدوء وهمست له أنه يجب ان يخلع قبعته لأنه لا يجوز كرجل أن نصلي وعلى رأسنا غطاء, وأريته الآية في كورونثوس الأولى " كُلُّ رَجُل يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ." فخلع قبعته وقال لي "أنا أسف، أنا لست متعمقا في الدين".

3-    كنت في اجتماع في كنيسة أخرى وبينما كنا نرنم رأيت أحدهم في الصف الذي خلفي معتمرا قبعة على رأسه فأشرت اليه بيدي ان يخلع قبعته. فنظر الي نظرة لا مبالاة ثم أشاح بوجهه عني. ففتحت على الآية من كورنثوس وطلبت من الشخص الجالس بجانبه أن يريه إياها. فرفض حتى أن ينظر مع أنه طلب منه مرتين!

عزيزي القارئ:

كيف يتصرف الله معنا بعد أن نشين ابنه بالتصرف الخاطئ؟ لأن: كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ.... رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ.

أو نحتقر كلامه الذي نسمعه او نقرأه, قَدْ أَبْغَضْتَ التَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ؟ 

ليتنا نستمع صوت الرب, القائل على فم عبده: هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. 

فادي سمعان يعقوب

.

ليلة يوسف الأولى بعد ان باعه اخوته

لست أعتقد أن هناك قصة خيالية أروع أو أجمل من القصة التي كتبها "أ. هيل" في كتابه "عيد الميلاد في قصر... وقد كتب هذه القصة تحت عنوان "الأيدي المرفوعة"، وهي عن الليلة الأولى في حياة يوسف، بعد أن باعه إخوته وأخذته قافلة الاسماعيليين لتذهب به إلى مصر، وإذ حطت القافلة رحالها في الليلة الأولى، ونام الجميع، واستولى عليهم سبات عميق، استيقظ يوسف في منتصف الليل ليجد الكل نياماً، ويجد فرصة واسعة في الهروب، فتسلل، وهم أن يصل إلى باب الخروج، وكاد أن يفلت، لولا أن كلباً أصفر ضخماً أخذ ينبح نباحاً عالياً،.. وفزع يوسف ورفع عينيه إلى السماء، يطلب معونة الله في إسكات الكلب،.. وقد تحرك أحد الملائكة، وأراد أن ينزل ليقتل الكلب، ويطلق سراح الشاب التقي المظلوم، لولا أن أمراً إلهياً منعه، واستيقظ الحارس ليضرب يوسف، ويقيده، ويمنعه من الهروب، وإذ عجب الملاك من المنع الإلهي،.. صور له الله ما كان يمكن ان يكون، لو تمكن يوسف من الهرب!

انه سيعود إلى بيت أبيه، حيث يستقبله بترنم وفرح،.. غير أن المجاعة لا تلبث أن تحل، وليس هناك يوسف الذي يتأهب لمواجهتها، وإذا بمصر وفلسطين تجوعان، ويموت خلق كثير، ويضعف الباقون ويتعرضون لهجمات الحثيين الوحشية، وإذا بالحضارة تُدَّمر، ومصر تنتهي، وتتحول روما واليونان إلى البربرية الكاملة، ويهلك العالم كله، ولا نسمع عن إسرائيل ويهوذا والملوك والأنبياء، وبالتالي لا يأتي المسيح مخلص العالم!!. وما من شك بأن القصة غارقة في الخيال، ولكنها تؤكد الحقيقة الدائمة الصادقة: إن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده، وترينا أن الظروف التي يجتازها الإنسان بحلوها ومرها، وسجنها ومجدها، ليست إلا السبيل المؤهل لإتمام رسالته في الأرض،.. وهذا ما ذكره يوسف في قوله لإخوته: "أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعباً غفيراً"..

.

يوحنا19: 28- 30

28بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: «أَنَا عَطْشَانُ». 29وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ، فَمَلَأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. 30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.

.......................................................................................

كانت قيود الشيطان, الحية القديمة, محلولة. ومأذون لها من الأعالي أن تَفْعلَ ما يحلو لها مع المعلّم, فسحقت عقبه.

وإذ سمروا ربّ المجد على الصليب, انسحبت الشمس من فوق رؤوسهم, والتحف النور ظلاماً في وسط النهار.

(وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَنِّي أُغَيِّبُ الشَّمْسَ فِي الظُّهْرِ وَأُقْتِمُ الأَرْضَ فِي يَوْمِ نُور وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحاً وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ). (أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا). (وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ (الثانية عشرة ظهراً) كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ (الثالثة بعد الظهر)) رغم كون القمر بدراً. وخوفاً من ظلمةٍ ليست في محلّها, غادر الكثيرونَ المكان.

(وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ (الثالثة بعد الظهر) صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي. فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا). (بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: أَنَا عَطْشَانُ).

على الصليب, لم يَشْكُ المعلّم كل آلام الجلد, ولا اكليل الشوك والمسامير, لكنه شكا عطشاً. فالذي حمل خطايانا, حمل عطشنا, لئلا يصيبنا ما أصاب الغني وسط نيران الجحيم.

.

فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:«عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ».  66 فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ. متى 27: 65

عجبي! ها أنا أرى جُباً وضع عليه حجر وعلى الحجر ختم الملك وَخَاتِمِ عُظَمَائِهِ، لِئَلاَّ يَتَغَيَّرَ الْقَصْدُ، فيدخل ملاك اليه رغما عن أنف الملك!

وها أنا أنظر حجراً أعظم يوضع على قبر وعليه ختم رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ وتحرسه حراس، ويخرج منه ميت قد قام!

الا يستطيع رؤساء وملوك الأرض ان يفوا بكلمتهم ويحفظوها؟ أين عظمتهم وجبروتهم؟ حقاً يَتَكَلَّمُونَ كَلاَمًا بِأَقْسَامٍ بَاطِلَةٍ. أي ملك هذا الذي يقول ولا يفعل؟

 لكن هناك ملك أخر، أعظم بما لا يقاس، يقول ويفعل، يتكلم ويفي. فها هو قَدْ حَلَفَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: «إِنَّهُ كَمَا قَصَدْتُ يَصِيرُ، وَكَمَا نَوَيْتُ يَثْبُتُ.

قد وعد ابنه انه الى ثلاثة أيام وثلاث ليال فقط سينزل الى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. فسبق وأخبر واعطى مثالا عن يونان في بطن الحوت. وعرّفه انه لن يترك نفسه في الهاوية ولن يرى جسده فسادا.

هل استطاع ان يحفظ كلمته التي قال عنها لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي، وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ؟

ها هو أنظر الْحَجَرَ مَرْفُوعًا، القبر فارغا ,ها الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً ..وَالْمِنْدِيلَ. . مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ!

ان كنت لا تصدق ما تراه عيناك وما سمعته اذناك من كلمة الخبر التي تكلم بها موسى والأنبياء فها هو يناديك: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي.

 

فادي سمعان يعقوب

.


 

وَصَارَ أَفْرَايِمُ كَحَمَامَةٍ رَعْنَاءَ بِلاَ قَلْبٍ. يَدْعُونَ مِصْرَ. يَمْضُونَ إِلَى أَشُّورَ. (هوشع 7: 11)

 

 متى تختلط المفاهيم عندك حتى يصبح العدو صديقا لك و المحب هو عدوك؟ عندما يصبح قصر البصيرة هو الامر السائد فتقول لِلشَّرِّ خَيْرًا وَلِلْخَيْرِ شَرًّا، فيصبح الظَّلاَمَ نُورًا وَالنُّورَ ظَلاَمًا و تجعل الْمُرَّ حُلْوًا وَالْحُلْوَ مُرًّا. !

 كيف تغلغلت البرودة الروحية الى عظامك حتى فقدتْ الْحَوَاسُّ لديك التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؟ ألعلك ظننت أن صبر الله نحوك قد انتهى حتى قَصُرَتْ رُوحُ الرَّبِّ تجاهك؟

مَا لَكِ وَطَرِيقَ مِصْرَ لِشُرْبِ مِيَاهِ شِيحُورَ؟ ألعلك ظننت أن سواقي الله ليست ملآنة  ماء؟ وَمَا لَكِ وَطَرِيقَ أَشُّورَ لِشُرْبِ مِيَاهِ النَّهْرِ؟ هل تهيأ لك انها أشهى من العسل ؟ فأعلم اذاً :الْمِيَاهُ فَرَدِيَّةٌ وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ.

 تقول : أَعْطَيْنَا الْيَدَ لِلْمِصْرِيِّينَ وَالأَشُّورِيِّينَ لِنَشْبَعَ خُبْزًا ! ألم ترى يد الله المفتوحة و التي تشبع كل حي رضى؟ ألم تسمع بان الصديقين لاَ يُخْزَوْنَ فِي زَمَنِ السُّوءِ، وَفِي أَيَّامِ الْجُوعِ يَشْبَعُونَ.

 قد قال المرنم في القديم : أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ. كان يكفيه حضور الله فقط في حياته حتى يشعر بالملأ الحقيقي .

 لا تدع بساطة القلب, عزيزي القارئ, تتحول الى سذاجة و رعونة فتحولك معها من انسان روحي يَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ  الى انسان طبيعي لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ .

 

فادي يعقوب

.