خبز الحياة
تسجيل

 

ولادة يسوع

 

(لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ) صدر الأمر من القيصر: لتُكتتب كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. (فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ). لتدّون اسماؤهم في سجل الاكتتاب العام للمسكونة كلّها.

كانت مريم في شهرها, وإذ استغربت ضرورة السّفر إلى بيتَ لحمٍ قالت: (مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ) (عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً).

أركبها يوسف الدّابة وانطلقا (مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ). كان الطّقس خريفيّاً, والطريق وعرة, والمسافة ليست قليلة.

في الطريق تحادثا عن رؤى القدير, وعن جدّهم داود صاحب الوعد

.

كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ،    هوشع 11: 4

الجاذبية بالتعريف الكلاسيكي هي ميل الكتل والأجسام للتحرك والانجذاب نحو بعضها البعض كما في الجاذبية بين الأرض والشمس مثلا. وكلما كانت الكتلة أكبر والمسافة أقرب بينهما كلما ازدادت الجاذبية.

لكن هل يستطيع أينشتاين بنفسه وصف قوة جاذبية ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ؟ أم يقوى نيوتن على حساب جاذبية وَزْنَةَ فِضَّةٍ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ؟ أو يستطيع كلاهما معا تقدير قوة جذب عينٍ رأت رِدَاءً شِنْعَارِيًّا؟

لقد قام غاليليو بتجربته الشهيرة التي رمى فيها كرات ذات كُتَل مختلفة من أعلى برج بيزا وبيّن ان سرعة وصول الجسم للأرض لا تتعلق بكتلته! إذا بماذا تتعلق؟

أستطيع أن أقول لك عزيزي ان هذه الأجسام التي تبرق، لها علاقة مباشرة بالقلب! فكلما ابتعد القلب عن "مركز جاذبيتنا" كلما سهل على يهوذا و جيحزي و عخان أن يمدوا أيديهم الى الخيانة والحرام.

وكلما أقترب القلب من سيده، أستطاع الخادم أن يرفض الثلاثة معا ويقول فِضَّةَ أَوْذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ.

الجاذبية، عزيزي القارئ، تبقي القمر مرتبطا بالأرض وتبقي الكواكب في مساراتها حتى لا تتوه الى أَرْضِ ظَلاَمٍ مِثْلِ دُجَى ظِلِّ الْمَوْتِ.

تعال الى مداره اليوم ولا تؤخر، ورنم مع آساف في قلبك: أَمَّا أَنَا فَالاقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي

 

فادي يعقوب

.

إِنَّ آلِهَتَهُمْ آلِهَةُ جِبَال، لِذلِكَ قَوُوا عَلَيْنَا. وَلكِنْ إِذَا حَارَبْنَاهُمْ فِي السَّهْلِ فَإِنَّنَا نَقْوَى عَلَيْهِمْ1ملوك 23 :20

 

لو صدّقتُ عبيد ملك ارام، لظننت أن الهنا موجود فقط عندما تكون حياتي في الارتفاع. حينما يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ، وَعَلَى مُرْتَفَعَاتِي يُقِيمُنِي. حينما يكون مسكني حُصُونُ الصُّخُورِ!

ماذا عندما أكون في السهل أو الوادي، عندما أمرُّبِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ؟ هل أختفي عن عيني الرب، أم أن إلهي يكف عن أن يكون إلهي؟

هل ظنوا أن الهنا قصير البصر وهو لن يراني في الوادي حين أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي؟ أم ظنوا أن ذراع ذاك الَّذِي سَيَّرَ لِيَمِينِ مُوسَى ذِرَاعَ مَجْدِهِ ليست قادرة على انتشالي من طين الحمأة وانه لن يمسك بيدي كما أَمْسَكَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا:«طَلِيثَا، قُومِي!» .

هل أغلبُ الشيطان وأنا على الجبل فقط، بينما هو يغلبني وانا في الوادي أعاني من ضيقات الحياة؟ لا أبداً!

لقد أنتصر داود(الغلام) على جليات (العملاق) في الوادي حرفياً عندما تقدم اليه باسم رب الجنود وانتخب حِجَارَةٍ مُلْسٍ مِنَ الْوَادِي. ولكن من كان يقدر أن يعطه الغلبة هناك لو كان قد تقدم اليه وحيدا؟ ولكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

كم يحلو لي أن أذكّرك بوعد الرب لك أنه لاَيُحَوِّلُ عَيْنَيْهِ عَنِ الْبَارِّ! نعم لأنه كما ثبت الرب يسوع عينيه نحو أورشليم ليمضي الى الصليب، هكذامثبتة هي عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ. أي عليك أنت!

 

إذا رفعك الرب عزيزي القارئ من الوادي الى جبلك حيث مسكنك الدائم معه، وأنا أثق انه سيفعل، اُذْكُرْأَنْ تُعَظِّمَ عَمَلَهُ الَّذِي يُغَنِّي بِهِ النَّاسُ، مبتدئا غنائك من الوادي.

 

فادي يعقوب

.

(لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.) يشوع1: 5.

موسى كان شيئا عظيما في حياة يشوع. كان المعلم والسند والناصح والمرشد له. في يوم صعد موسى للجبل فتبعه يشوع وجلس عند اسفل الجبل ينتظره ليأخذ منه إعلانات الله. وفي يوم آخر كان يشوع يحارب وكان موسى يرفع يديه بالصلاة لله من اجل انتصار يشوع. كان موسى عظيما في تأثيره ليس على يشوع فقط بل على كل الشعب, وإذ غاب عنهم فترة أربعين يوما في الجبل تاهوا وعبدوا العجل. والان الرب يقول ليشوع: (مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ).

اغلب الاخوة المؤمنين لديهم موسى في حياتهم, وهذه بركة من الله. ولكن قلة نادرة من المؤمنين هم موسى عصرهم, موسى الناصح والمرشد والمعلم والشفيع. موسى الذي ليس له موسى يتكل عليه.

فان كنت انت يشوع, فاذكر ان موسى قد يموت مختفيا من حياتك, ولكن الرب باق معك الى الابد كما وعد, (وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.) مت28: 20.

وان كنت موسى عصرك, فافعل كموسى زمانه, متّن علاقتك مع الرب وهو وحده كفايتك في برية هذه الحياة كما وعد, (14 لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15 يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ.) مزمور91.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب 

.

دبورة القاضية في شعب اسرائيل, ليست القسيسة في كنيسة المسيح!

يعتقد البعض ان قصة دبوره في العهد القديم هي دليلاً على إعطاء الكتاب المقدس الدور القيادي للمرأة كما للرجل في الكنيسة. ولكن مثل هذا الاعتقاد يجافي الحقيقة, فالكتاب المقدس واضح بالقول ان الرجل رأس المرأة وان الدور القيادي له وليس لها. ومن الغريب ان قصة دبورة التي تمشي مع هذه الحقيقة يستخدمها البعض ليعكس تعليم الرب ويناقضه.

القصة تقول ان دبورة هي امرأة نبية وقاضية لشعب إسرائيل, وقد أقامها الله كقاضية, بسبب فساد الشعب. ونقرأ قصتها في سفر القضاة اصحاح 4, 5.

تقول القصة ان دبورة قالت (لباراق) رئيس جيش إسرائيل: الله يأمرك ان تذهب الى جبل تابور وهناك سيستدرج (سيسرا) قائد جيش (يابين) عدو إسرائيل, لكي تلاقيه, وتظفر به. (قض4: 6-7).    

(فَقَالَ لَهَا بَارَاقُ: «إِنْ ذَهَبْتِ مَعِي أَذْهَبْ, وَإِنْ لَمْ تَذْهَبِي مَعِي فَلاَ أَذْهَبُ» فَقَالَتْ: «إِنِّي أَذْهَبُ مَعَكَ, غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ سَائِرٌ فِيهَا. لأَنَّ الرَّبَّ يَبِيعُ سِيسَرَا بِيَدِ امْرَأَةٍ». فَقَامَتْ دَبُورَةُ وَذَهَبَتْ مَعَ بَارَاقَ إِلَى قَادِشَ.) قض4: 8-9.

وهذا الكلام يعني باختصار ان الله سيسحب منك الفخر في هذا الانتصار, او سيهينك الرب عندما تقتل احدى نساء إسرائيل القائد (سيسرا) !! 

قارن (52 فَجَاءَ أَبِيمَالِكُ إِلَى الْبُرْجِ وَحَارَبَهُ, وَاقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْبُرْجِ لِيُحْرِقَهُ بِالنَّارِ. 53 فَطَرَحَتِ امْرَأَةٌ قِطْعَةَ رَحىً عَلَى رَأْسِ أَبِيمَالِكَ فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَهُ. 54 فَدَعَا حَالاً الْغُلاَمَ حَامِلَ عُدَّتِهِ وَقَالَ لَهُ: «اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي, لِئَلاَّ يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ». فَطَعَنَهُ الْغُلاَمُ فَمَاتَ.)قض9.

 

فإذاً عندما ينسحب الرجل من دوره, يهينه الله, وذلك بان يكلف امرأة للقيام بعمله. وهذا ما حدث في وسط شعب إسرائيل عندما لم يوجد بسبب الخطية من يقضي للشعب, فأقام الله دبورة لإهانة شعب إسرائيل (خُذل الحكام في اسرائيل. خُذلوا حتى قمت انا دبورة. قمت أمّاً في اسرائيل.) قض5: 7. وعندما انسحب (باراق) من دوره القيادي اذ قال لدبورة (ان لم تذهبي معي فلا اذهب) أي ان لم تذهبي معي, ليس كمقاتلة فهو لا يحتاج لمقاتلين, ولكن كقائدة, فلن اذهب.  أهانه الرب بان جعل امرأة تقتل قائد جيش عدوه.

وهكذا في كنيسة المسيح كل من ينادي برسامة المرأة في الكنيسة, او إعطائها الدور القيادي بناء على قصة دبورة النبية, فإنما هو يضع نفسه في موضع (باراق) الذي اهانه الرب بامرأة, عملت ما كان ينبغي ان يعمله.

خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب 

.

(أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. ) رومية16: 1-2.

في اللغة اليونانية كلمة خادم أو خادمة (διάκονος – Diakonos) التي ذكرت مرة واحدة عن فيبي, وهي عينها كلمة شماس, قد تعني أيضاً (نادل في الواجبات الحقيرة).

ولمعرفة طبيعة خدمة فيبي خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا يقول لنا الرسول بولس (صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً) وهذا الكلام يعطينا فهما عن الخدمة التي كانت تقوم بها فيبي وغيرها من النسوة في كنيسة المسيح, وليس كما يروج البعض انها كانت واعظة او قسيسة او ما شابه من الأدوار القيادية في الكنيسة!!

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.

العذاب والفرح في قصة الغني ولعازر ( لوقا16: 19- 31.)

يدهشنا مدى سعة اطلاع هذا الغني ومقدار معرفته وهو في مكان العذاب. لقد رأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه (مكان الكرامة). كما كان بإمكانه التحدث أيضا الى إبراهيم وناداه يا ابي إبراهيم, وتوسل اليه بان يرحمه ويسمح للعازر بان يحضر له نقطة ماء ليبرد لسانه. وفي كلامه نوعا من الغطرسة اذ مازال ينظر الى لعازر نظرة من يخدم أشخاصا مثله. وأيضا كان بإمكانه ان يرى واقع اخوته المرير ولأول مرة رأى مصيرهم الصعب فتألم لأجلهم. ومرة ثانية يقترح ارسال لعازر لإنقاذهم لان العظمة مازالت مسيطرة على كيانه!!

والعجيب في كل هذه القصة صمت لعازر!!

وبناء عليه نستطيع ان نستنتج عدة أمور تتعلق بالعذاب في الجحيم, والفرح في الفردوس.

العذاب في الجحيم, يتضمن:

1) معرفة تشمل الأقارب في الأرض, وهذا بحد ذاته يسبب الألم الشديد لأن من هم عزيزون على انفس من هم في الجحيم ينتظرهم دينونة رهيبة وهم غير قادرون على مد يد المساعدة لهم.

2)قدرة على رؤية الذين اساؤوا اليهم في الأرض وهم الان يتنعمون في الفردوس, مما يشعرهم بالغيظ الشديد.

3)الشعور بالألم نتيجة اللهيب الموجود في الجحيم.

4)الشعور بالعطش, وهذا امر غريب على الروح التي لا تحتاج للماء لتبقى على قيد الحياة. وربما هذا الشعور ناتج عن الألم الذي تسببه النيران, وربما عن امر آخر لسنا الان نعلم ما هو لان الكتاب لم يتكلم كثيرا عن عالم الروح.

5)عذاب الضمير الذي سيبقى يؤنب الخاطئ كل الأبدية.

6) التيقن بانه لا مفر من هذا العذاب وانه لا وسيلة للنجاة منه, مما يعدم الرجاء لديه ويفاقم المه.

الفرح في الفردوس يتضمن:

1)عدم رؤية الأقارب والأصدقاء وما يدور حولهم في الأرض من شر, وهذا يساعد المؤمن على الاستمتاع بفرحه وهو في الفردوس. ( لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً. وَلَكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ.) في1: 23-24.

2)عدم رؤية من هم في الجحيم ولا الالتفات اليهم وهذا ما نراه في موقف لعازر وكأنّ القصة تدور في مكان اخر. وهذا امر مريح للمؤمنين لانهم لن يروا احباءهم الذين لم يؤمنوا وهم يتعذبون.

3)الاستمتاع بسلام غريب لم يختبره المؤمن ابدا في كل حياته على الأرض, وهو نبع فرحه في الفردوس (رومية 14: 17)

4)رؤية الرب يسوع في الفردوس وهذا ما نراه في قصة الصلب عندما قال الرب يسوع المسيح للص المصلوب معه (اليوم تكون معي في الفردوس). فالذي عشنا لأجله, ومع اننا لم نراه احببناه هناك سنراه بعيون الروح, ونتفرس في جماله ومجده.

5)رؤية الملائكة الابرار الذين قرأنا عنهم الكثير في الكتاب المقدس والذين قيل عنهم (أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!)

6)انتظار الجسد الممجد الذي سيناله المؤمن لحظة اختطاف الكنيسة, والذي به سينقل للسكنى في بيت الاب (يوحنا14: 2)

بقلم خادم الرب نبيل سمعان يعقوب

.