افكار لعظة

انجيل متى11: 28-30

دعوة للراحة

مقدمة: إن فحصت القلب البشري وجدته باستمرار يفتش عن الراحة, وكل راحة في هذا العالم زائفة لأن التعب يأتي بعدها.

 مثال (شخص يذهب للطبيب النفسي طالباً منه علاجاً لكآبته, يقترح عليه الطبيب أن يذهب في نزهة, لكن بعد انتهاء النزهة يعود المريض للطبيب مؤكداً له ان علاجه لم ينفع. فيقترح عليه الطبيب ان يُدخل تعديلات على مسكنه أو يغير أثاثه إن أمكن, بعد فترة يعود المريض للطبيب مؤكداً له ان العلاج لم ينفع. وبعد عدة محاولات فاشلة لرفع الكآبة عن المريض يقول الطبيب : بقي علاج واحد فقط إن لم ينجح فلا علاج لك, ويسأل المريض ماهو, فيجيب الطبيب يوجد في المدينة سيرك وفي إحدى فقراته مهرج رائع يقدم برنامجاً شيقاً مملوءً بالفرح والضحك, اذهب اليه وأنا متيقن أنه سيكون علاجك. تأسف المريض وجلس مستلقياً على الكرسي, فسأله الطبيب ما بك, فقال : حضرة الطبيب إن المريض الواقف أمامك الذي يبحث عن العلاج هو نفسه المهرج في ذلك السيرك.

.

 

التفسير الوعظي: الكل بحث عن الراحة في هذا العالم, لكن دون جدوى. شخص واحد فقط عَبَرَ ارضنا وقال لكل المتعبين (تعالوا إليّ ....وانا اريحكم) إنه شخص الرب يسوع المسيح له كل المجد

جملة انتقالية: في هذا المقطع الذي قرأناه يقدم لنا الرب يسوع المسيح دعوة تتميز بخمسة أمور:

     1-دعوة صادقة.

(اَلسَّمَاءُوَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَيَزُولُ.) متى 13: 31

حقيقة اختبرها يشوع (وَهَا أَنَا الْيَوْمَ ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا. وَتَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ.) يشوع23: 14.

     2-دعوة عامة

(جميع المتعبين) وليس (جميع القديسين- الأنبياء- الأغنياء – أصحاب المراكز...)

    3-دعوة مجانية

لم يقل (تعالوا.. وأنا أبيعكم) بل (تعالوا.. وأنا أريحكم)

*(وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ . وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا.) رؤيا22: 17.

*(أيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا . هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا. لِمَاذَا تَزِنُونَ فِضَّةً لِغَيْرِ خُبْزٍ، وَتَعَبَكُمْ لِغَيْرِ شَبَعٍ؟ اسْتَمِعُوا لِي اسْتِمَاعًا وَكُلُوا الطَّيِّبَ،وَلْتَتَلَذَّذْ بِالدَّسَمِ أَنْفُسُكُمْ.) اشعياء55: 1-2.

    4-دعوة مُلحّة

وضع الله آدم في جنة عدن وقال عن الجنة (ليعملها ويحفظها), كان عمل آدم بلا تعب. لكن بعد السقوط قيل لآدم (مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.) تكوين3: 17.

قيل عن الإنسان:

(اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا.) ايوب14: 1.

(أَيَّامُ سِنِينَا هِيَ سَبْعُونَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ الْقُوَّةِ فَثَمَانُونَ سَنَةً، وَأَفْخَرُهَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ.) مزمور90: 10

لأن الحياة مشبعة بالتعب فالدعوة ملحة

    5-دعوة مقتدرة

قال موسى للشعب ( كَيْفَ أَحْمِلُ وَحْدِي ثِقْلَكُمْ وَحِمْلَكُمْ وَخُصُومَتَكُمْ؟) تثنية1: 12.

وقال للرب (أَلَعَلِّي حَبِلْتُ بِجَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ؟ أَوْ لَعَلِّي وَلَدْتُهُ، حَتَّى تَقُولَ لِي احْمِلْهُ فِي حِضْنِكَ كَمَا يَحْمِلُ الْمُرَبِّي الرَّضِيعَ، إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتَ لآبَائِهِ؟ ... لاَ أَقْدِرُ أَنَا وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَ جَمِيعَ هذَا الشَّعْبِ لأَنَّهُ ثَقِيلٌ عَلَيَّ. فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ بِي هكَذَا، فَاقْتُلْنِي قَتْلاً إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ، فَلاَ أَرَى بَلِيَّتِي». ) عدد11: 12-15

كان عدد الشعب في ذلك الوقت 2 مليون شخص, لكن بعد موسى جاء الأعظم, الرب يسوع. ومهما كان العدد, ملايين, او مليارات , لا يهم. إنه مقتدر في دعوته(تعالوا إلي .. وأنا اريحكم) لأنه حامل كل الأشياء بكلمة قدرته.

خاتمة: كونك متعب فالدعوة لك, والرب يقول(كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام) والكتاب يقول( ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك). هل تلبي الدعوة؟