ارميا17: 5-8

الصدّيق, شجرة لا تكف عن الثمر

مقدمة: من منّا لا يحب الثمر, ومن يأتي إلى شجرة مورقه ولا يحزن, إن رآها بلا ثمر. كم تألمنا من رؤية أب لا يعطي أبناءه, وفرحنا من رؤية أب يبذل نفسه لأجل أولاده.

.

التفسير الوعظي: تعاليم الناس وثقافة المجتمع الذي نعيش فيه تقول: عليك أن تثمر ولكن لنفسك. أمّا ثقافة الكتاب المقدس فتقول: عليك أن تثمر ولكن من أجل الآخرين.

جملة انتقالية: في هذا المقطع الذي قرأناه يتكلم ارميا عن رجلين: الأول ملعون, ويشبهه بشجيرة العرعر التي تنبت عادة في البرية، في المناطق الجافة، ولها اوراق دقيقة ورفيعة, وترعاها الماعز وتتركها بلا اوراق. والثاني مبارك, ويشبهه بشجرة مغروسة على مياه, في سنة القحط لا تخاف, ولا تكف عن الاثمار.

الشجرة هي احدى الصور الكتابية التي تشجعنا على الاثمار

الشجرة تطرح ثمراً ولا تأكله

لا يوجد شجرة تثمر لنفسها

الشجرة تعاني العواصف والجفاف والفيضانات والظروف المتقلبة لتطرح ثمراً لا تأكله بل يأكله الآخرون.

الحياة الناجحة هي بالتحرر من الدوران حول الذات.

الجميع يأكل من خيرك وأنت لا تأكل منه.

كم شخص أكل من ثمرك وجلس تحت ظلك, كم شخص قطف من ثمرك واستثمره, كم شخص نقل ثمرك لبلاد بعيدة وهناك أكل منه الكثيرون

لاحظ قول الكتاب عن الرجل المبارك إنه يشبه شجرة لا تكف عن الاثمار.

وجود المؤمن على الأرض ينبغي أن يصنع فرقاً في حياة الكثيرين بسبب ثماره

أمثلة من الكتاب المقدس:

    1-الرب يسوع

(يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَل َأَعْمَال َالَّذِي أَرْسَلَنِي مَادَام َنَهَارٌ. يَأْتِي لَيْل ٌحِين َلاَيَسْتَطِيع ُأَحَد ٌأَن ْيَعْمَلَ.) يو9: 4.

كان لديه كل الامكانات من القوة إلى الحكمة ليصنع لنفسه اسما ويجعل الجميع يدور حوله, لكنه قال, (مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ) يو5: 41

اطعم الألوف, ولكن عندما جاع لم يحول الحجارة إلى خبز ليأكل.

كان لديه كل الامكانيات ليبني اجمل البيوت والقصور لنفسه, ومع ذلك لم يكن له اين يسند رأسه

لم يكتفي بأن أطعم الجموع لكن قال لهم:

(أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ.) يو6: 54

لم يكتفي بأن أطعمهم لكن بذل نفسه لأجلهم

إذا أردت أن تنمو في حياتك الروحية وتثمر تشبّه بالذي قيل عنه:

  (لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ.)1بط2: 21

    2-بولس الرسول:

كان يتمتع بامتيازات كثيرة تساعده ليصنع لنفسه اسما لكنه يقول:

 (مَعَ أَنَّ لِي أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ أَيْضًا. إِنْ ظَنَّ وَاحِدٌ آخَرُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ فَأَنَا بِالأَوْلَى. مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ.
مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ. مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ. لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ)
في3: 4-8

قال لإخوته في كنيسة كورنثوس:

  (وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَإِنْ كُنْتُ كُلَّمَا أُحِبُّكُمْ أَكْثَرَ أُحَبُّ أَقَلَّ!) 2كو12: 15.

عطاء وثمر لا يتوقفان على محبة الاخرين. شجرة لا تكف عن الاثمار.

حياتنا الروحية لا ينبغي ان نضعها في قارورة ونخبئها لكن دعونا نكسر هذه القارورة لتفوح منها رائحة الناردين في كل مكان, حتى لو قال عنا الآخرون(لماذا هذا الاتلاف)

*اذكر أمثلة مسيحية غير كتابية (شخصيات من التاريخ)

خاتمة:

(مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ.)

إن كنت تدور حول لنفسك, تأكل ثمرك وثمر غيرك, فراجع حساباتك, قل للرب أريد أن اكون تلك الشجرة التي لا تكف عن الاثمار من أجل الآخرين, في سنة القحط أو السيولة, في موسم الحر او البرد. ساعدني يارب لأكون على صورة ابنك الذي قدم ثمره وحياته لأجل الآخرين.

ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين