متى6: 25- 34

كيف تتغلب على الهم

جملة افتتاحية: في هذه الحياة التي نعيشها مشاكل كثيرة لذلك مطلوب من الإنسان أن يغلب هذه المشاكل ليستطيع أن يتابع مسيرة حياته, فمثلاً:

   1-مرض الجدري كان أول الأمراض التي غلبها الجنس البشري. لقد كان مرضاً مخيفاً للغاية قتل الملايين من الناس. وفي بعض الحروب مات جنود بسببه أكثر من موتهم في القتال. لكن المصل الذي طوره دكتور (ادوارد جينبر) غلب هذا المرض وانتصر عليه.

.

 

   2-مع تقدم العلم زادت حاجة الإنسان لاختصار المسافات وكانت هذه مشكلة تواجه البشرية إلى أن تمكن العلماء بواسطة الأقمار الصناعية من ربط الأرض كلها وتحويلها إلى قرية صغيرة.

التفسير الوعظي: توجد إذاً طرق يستطيع بها الإنسان أن يتغلب على المشاكل التي تعترضه. وفي الأمور الروحية هناك أيضاً مشكلة كبيرة الحجم هي مشكلة الهم التي تواجه الناس والكتاب المقدس يساعدنا إذ يقدم لنا طرقاً لغلبتها.

الغرض: الق على الرب همك وهو يعولك

جملة انتقالية: تخبرنا كلمة الرب في هذا المقطع عن ثلاثة طرق لغلبة الهم سنتأمل بها وغايتنا أن يترسخ هذا الحق في أذهاننا (الق على الرب همك وهو يعولك)

    1-أدرك كم أنت مهم في نظر الله

عدم إدراكنا لمقدار أهميتنا في عيني الرب يجعلنا مهمومين من جهة المستقبل. والهم هو الخوف من عدم وجود ما يكفي للغد.

في هذا المقطع مثلين لندرك كم نحن مهمين في نظر الله(الطيور, النبات)

إن كان الله يهتم بالأقل قيمة ألا يهتم بالأعظم قيمة بالإنسان.

(الق على الرب همك وهو يعولك)

    2-عش كل يوم بيومه (34)

مع كل يوم جديد تأتي هموم وأتعاب خاصة به, فأن يضيف الإنسان هموم الغد قبل أن تأتي, إلى هموم اليوم الذي يعيشه, فهذا تصرف يعبر عن جهالة ونقص في الفهم. يكفي الإنسان أن يحمل هم كل يوم بيومه لأن الله يعطي للإنسان قوة ونعمة لمشاكل وهموم كل يوم. وهو لا يعطي نعمة اليوم من أجل احتمال مشقة الغد, والذي أعاننا اليوم لن يتركنا غداً.

(الق على الرب همك وهو يعولك)

    3-اطلب ملكوت الله اولاً

في سفر الملوك الأول إصحاح 3 نقرأ أن الرب تراءى لسليمان قائلاً (اسْأَلْمَاذَا أُعْطِيكَ) فقال سليمان (اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ) فقال سليمان (َ قَلْبًا فَهِيمًا لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّر) فأجابه الرب (هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِك...... وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضًا مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَة).

إن معرفتنا أن الله أبونا ينبغي أن تتحول في حياتنا إلى سلوك يبرهن على هذه المعرفة, وهذا السلوك يتجلى بترتيب أولوياتنا بما ينسجم وقصد الله

اهتم بأمور الله والله يهتم بأمورك

(الق على الرب همك وهو يعولك)

خاتمة:

نغلب الهم بثلاثة طرق:

   1-أدرك كم أنت مهم في نظر الله.

   2-عش كل يوم بيومه.

   3-اطلب أولاً ملكوت الله.

الله الذي منحنا الحياة قادر أن يعتني بنا, والذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا جميعاً, كيف لا يهبنا معه كل شيء. تذكر هذا الحق (الق على الرب همك وهو يعولك)