1كورنثوس13: 12

معرفتنا الناقصة

جملة افتتاحية: هناك أمور كثيرة في الحياة نقف أمامها مندهشين لا نعرف حلاً لها, إنها بمثابة الغاز, أمثلة:

   1-المرض: في عالم الطب مازال هناك الكثير من الأمراض التي لم يستطع العلماء اكتشاف العلاج المناسب لها, لأنهم حتى هذه اللحظة لا يعرفون كيف تعمل الجراثيم التي تؤدي لهذا المرض.

.

    2-الظروف: لماذا هذا الشخص يولد أعمى, لماذا ذاك يموت طفلاً أو شاباً في مقتبل العمر, لماذا الأبواب مغلقة من جهة السفر.

إنها أسئلة كثيرة تواجهنا لا جواب لها, وكل ذلك بسبب معرفتنا الناقصة.

التفسير الوعظي: كما أن هذه الحياة التي نعيشها تملك الكثير من الأسرار والألغاز التي لا نستطيع حلها. هكذا أيضاً الحياة الروحية تتضمن أسئلة واستفسارات لا نستطيع أن نجيب عن القسم الأكبر منها, وذلك لأننا نعرف بعض المعرفة.

الغرض: لا تسمح للغز الحياة أن يغلب إيمانك

جملة انتقالية: في هذه الآية يوجد ثلاث حقائق سنتأمل فيها بنعمة المسيح لندرك هذا الحق أن إيماننا أقوى من لغز الحياة.

    1- لدينا معرفة (فإننا ننظر الآن في مرآة)

أي أن هذه المرآة التي ننظر إليها تقدم لنا المعرفة. إنها تخبرنا عن قوامنا وهندامنا وشكلنا الخارجي. وبدون النظر في هذه المرآة لن يكون لدينا أية معرفة.

كذلك أيضاً عندما ننظر إلى الكتاب المقدس فإننا نستطيع من خلاله أن نتعرف على شكلنا الداخلي, على حقيقتنا كما هي. كما أننا نستطيع أن نتعرف على إرادة الله ومشيئته من نحونا. (أمثلة)

(لا تضيع الوقت في تجاهل كلمة الله لئلا تسمح للغز الحياة أن يغلب إيمانك. )

    2- معرفتنا الآن ناقصة (فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز.... الآن أعرف بعض المعرفة)

     في الأيام التي كتب فيها الرسول بولس هذه الرسالة كانت المرايا مختلفة عن المرايا الموجودة لدينا الآن, كانت تلك المرايا مصنوعة من المعدن المصقول وبالتالي لم تكن قادرة على إعطاء صورة واضحة, كانت الصورة أشبه بالظل (فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز). أي أن ما نراه غير واضح.

     هكذا الكتاب المقدس أيضاً, فمع أنه يجيب عن أسئلة مهمة ومتعددة, لكنه أيضاً ترك أسئلة كثيرة بدون إجابة, إنها بمثابة الغاز. (أمثلة, الثالوث- تجسد المسيح- لماذا يتألم البار- لماذا قتل يعقوب بينما أطلق سراح بطرس)

     (فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز.... الآن أعرف بعض المعرفة)

     لا تسمح للغز الحياة أن يغلب إيمانك

    3- معرفتنا ستكتمل في السماء(الآن اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت)

     أي أن معرفتنا في السماء ستكون كاملة كما أن معرفة الله لنا كاملة, طبعاً هذا لا يعني أن المؤمن في السماء سيصير مثل الله عارفاً كل شيء, لكن يعني أن معرفتنا ستكون أوسع مما هي عليه الآن, لدرجة نستطيع معها أن نعرف حلول كل هذه الألغاز(حينئذ سأعرف كما عرفت)

لا تتسرع في إصدار أحكامك وإلا سمحت للغز الحياة أن يغلب إيمانك

خاتمة: يوجد في الحياة ألغاز كثيرة لكن لا تسمح لها أن تغلب إيمانك . تذكر دائماً أنك إنسان محدود ومعرفتك ناقصة ولن تكتمل إلا في السماء. لذلك ثق بكلمة الله وثق بصلاح الرب.