سؤال و جواب
تسجيل

 ما هو موقف الكتاب المقدس من الخمر؟

.

الجواب: كانت الخمر في العهد القديم، تعتبر من ضرورات الحياة وليست من قبيل الترف، فكانت جزءاً لازماً في أبسط الوجبات (تك 18:14 ، قض 19:19 ،1صم 20:16 ، إش 1:55 ... ألخ)، وكانت تعد مؤونة أساسية في الحصون (2أخ 11:11)، وتستخدم للعلاج (2صم 2:16 ، أم 6:31)، كما كانت تستخدم لتطهير الجروح (لو 34:10).

وكانت الخمر تعتبر سلعة أساسية مثل الحنطة (تك 28:27 ..الخ). وكان العجز في محصول الخمر أو تدمير الأجانب له يعتبر نكبة مريعة (إش 8:62-9 + ميخا 15:6، صفنيا 13:1 .. الخ)، وفي الجانب الأخر كانت تعتبر وفرة الخمر دليلاً على بركة اللـه (تك 28:27 ، 11:49 ، تث 13:7، عاموس 14:9), وكانت في الهيكل خزانة للخمر (1أخ 29:9).

ولكن لما أساء اليهود استخدام الخمر، أو بالحري أسرفوا في شربها وبخهم اللـه على ذلك ( أم 1:20، 29:23 - 35، 5:31، إش 22:5، 1:28 - 7، 12:56، هوشع 11:4) .

وهناك أقوال كثيرة في العهد القديم للنهي عن السكر بالخمر، لعل أقواها ما جاء في سفر الأمثال: "الخمر مستهزئة. المسكر عجاج، ومن يترنح بهما فليس بحكيم" ( أم 1:20 ). و "لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج. لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تُظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة. في الأخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان.." ( أم 29:23 – 35. أنظر أيضاً أم 17:21، 1 صم 14:1 - 16، إش 1:5 - 17، 7:28، 11:56 و 12).

أما العهد الجديد فهو ينهي عن السكر بالخمر، ويجمع بين السكيرين وأشر الخطاة (انظر رومية 21:14، 1كو 11:15، 10:6، غل 21:5، أف 18:5، 1 بط 3:4). ولكنه لا يمنع شرب الخمر.

(جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».) مت11: 19.

(وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُلَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ»..... وَقَالَ لَهُكُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!».) يو2: 3, 10.

"لا تكن فيما بعد شرَّاب ماء بل أستعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تي 23:5) من الواضح أن بولس يصف لتيموثاوس القليل من الخمر كعلاج لظروف مرضية خاصة. لكن لو كانت الخمر خطية لما وجب استخدامها حتى كعلاج.

الخلاصة: شرب الخمر ليس خطية لكن السكر به هو الخطية. ونحن كأبناء عهد جديد نمتنع عنه لأنه لا يليق, ولأنه يسبب العثرات للناس.