سؤال و جواب
تسجيل

      

 

    من هو الشهيد في المسيحية؟

.

جواب: درجت العادة عند الاخرين ان يطلقوا لقب شهيد على الشخص الذي يموت من اجل وطنه. ودرجت العادة عند البعض الآخر ان يطلقوا هذا اللقب على الذي يموت من اجل عقيدته. ولكن هذا ليس له علاقة بالتعريف المسيحي لكلمة شهيد.

اولاً علينا ان نُعرّف كلمة شهيد.

في اللغة العربية: الشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ، والجمع الشُّهَداء. وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه.

في اللغة اليونانية (μάρτυς /martus) تحمل نفس المعنى. قارن

1-(وَحِينَ سُفِكَ دَمُ اسْتِفَانُوسَ شَهِيدِكَ كُنْتُ أَنَا وَاقِفاً وَرَاضِياً بِقَتْلِهِ وَحَافِظاً ثِيَابَ الَّذِينَ قَتَلُوهُ.) اع22: 20.

وقد اطلق هذا اللقب على استفانوس بعد أن قُتل وهو يشهد عن الرب يسوع.

2-(وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ. فَتَعَجَّبْتُ لَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجُّباً عَظِيماً!) رؤ17: 6.

هنا ايضاً يُطلق اللقب على القديسين, أي المؤمنون بالمسيح, بعد قتلهم وهم يشهدون ليسوع.

فالشهيد المسيحي هو لقب يُطلق على الشخص الذي يتمتع بصفتين:

1-انه قديس, بمعنى انه مؤمن بالمسيح مفروز من العالم للرب. اي يخص الرب ولا يخص العالم. وبتعبيرنا هو مؤمن يعيش حياته للمسيح.

2-يموت وهو يؤدي الشهادة للمسيح امام الآخرين.

ومنه نخلص إلى التعريف التالي: الشهيد المسيحي هو صاحب رسالة, يعيشها, قبل ان يموت في سبيلها.

أمّا من يموت بانفجار داخل الكنيسة فهذا لا يدعى شهيدا, انه كمن مات في المرض او في حادث اليم. فان كان مؤمنا يذهب الى الحياة الأبدية, ويقال عنه: قديسا انتقل للحياة الأبدية.

وان لم يكن مؤمنا فيذهب للدينونة الأبدية كبقية الأشرار, لأن الكنائس لا تخلوا منهم. وفي امثال هؤلاء كتب يوحنا الرسول:

(مِنَّا خَرَجُوا، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لَكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا.) 1يو2: 19.

وخاطب الرسول بولس شيوخ كنيسة افسس وهو يودعهم قائلاً:

(لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ.) اع20: 29- 30.

أمّا بالنسبة لمن يموت قتلاً لأنه رفض تغيير عقيدته او انكار ما يؤمن به, فإن كان هذا الشخص مؤمنا قد سَبَق فشهد للمسيح في حياته, فيُسمّى بالمفهوم المسيحي شهيداً.

وإن كان في حياته يعيش كباقي الناس, ولكن الآن, وفي لحظة, قرر ان يتمسك بإيمانه لسبب عصبي, او لكبرياء ما, فهذا لن ينفعه. لأن الذي يموت من اجل المسيح ان لم يكن قد عاش لأجله فلا منفعة من موته. ومع الأسف كثيرين يموتون بهذه الطريقة, ومثل هذا الموت لا ينفعهم من جهة حياتهم الأبدية على الاطلاق.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب