سؤال و جواب
تسجيل

                

 سؤال وجواب

لماذا ندفع العشور؟ خاصة واننا بالكلّية للرب؟

.

في الويل الخامس من سلسلة الويلات التي يسكبها الرب يسوع على الفريسيين المرائين نجده هنا يَدين ممارساتهم الطقسية الفارغة, فيقول لهم: (وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.)

كان الفريّسيّون يحرصون على تطبيق وصية العشور بحذافيرها, لدرجة انهم يدققون في عدد باقات النعنع والشبث والكمون, الموجودة في حقولهم ليقدموا عشرها. انه تصرف رائع لو كانت غايته محبة الرب, لأن محبة الرب تعني طاعة الوصية (الذي يحبني يحفظ وصاياي). ولكن على ما يبدوا انهم كانوا يحفظون الوصية لغاية اخرى. كما يفعل البعض (لِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ).

ولأن كل أمورنا وتصرفاتنا مكشوفة امام ذاك الذي بيده امرنا, علم الرب ما في قلوبهم فوبخهم, ليس على تطبيق الوصية, ولكن على كونهم بلا رحمة, ويفتقرون للإيمان. كون الاعمال غير المبنية على الايمان لا منفعة منها.

لذلك نرى الرب في هذا العدد يقول لهم: (كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذه) أي الحق والرحمة والايمان. (وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ) أي العشور.

اما البعض من احبائنا الذين ينتقون من الوصايا ما يناسبهم, ويعرضون عما لا يناسبهم. فليسمحو لي ان اتوجه بالسؤال لهم واقول: كيف يمكن ان نصدق انكم بالكلّية للرب وانتم عن العشور معرضين.

ان العشور تعني بشكل بسيط ان ما املكه هو للرب, والدليل على ذلك دفع العشر. وهذا بالضبط ما يحصل مع الشخص الذي يستأجر بيتا, فهو في نهاية كل شهر يدفع الاجار ليؤكد للمؤجر ان البيت ليس له. وعندما يتوقف عن دفع الاجار فهو يقول العكس, اي ان البيت قد صار لي. فيسمع صوت الرب يقول له:( 8 أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللَّهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ. 9 قَدْ لُعِنْتُمْ لَعْناً وَإِيَّايَ أَنْتُمْ سَالِبُونَ هَذِهِ الأُمَّةُ كُلُّهَا.) ملاخي3.

فان كان البعض لا يريدون دفع العشر, ليخسروا بركات طاعة الوصية, فهذا شأنهم. أما اذا ارادوا ان يبرروا تصرفهم هذا بنقضهم للوصية (وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ), فانهم يرتكبون اثما كبيراً.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب