اختبارات روحية
تسجيل

سقوط بطل, وعلاج الله

ِذاً مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ.) 1كو10: 12

عندما يعاند المؤمن كائناً من كان, روح الرب, يتعرض للسقوط. وهذا ما حدث مع الرسول بولس مقدام شيعة الناصريين عندما دعاه روح الرب لعدم النزول إلى أورشليم (أع21: 11- 14), فلم يستمع النصيحة.

وماذا كانت النتيجة, لقد تورط بالاستماع إلى نصيحة حمقاء (اع21: 23- 24), وقبِلها (اع21: 26). ولأن هذا يمكن ان يحوله الى عثرة في طريق الايمان المسيحي وقف له الرب بالمرصاد, فقبل ان يتورط بتقديم الذبائح المنصوص عنها بشريعة النذير (عد6: 1-21), سمح الرب لليهود ان يجروه خارج الهيكل ويضربوه (اع21: 30-31) ضربا مبرحاً, بالكاد استطاع امير الكتيبة الرومانية ان ينقذه من أيديهم.

ولأن البطل المغرور لابد ان يسقط نراه في دفاعه عن نفسه من شدة الخوف والارتباك يتعثر, وهاهو

1-يشتم رئيس الكهنة ثم يعتذر منه (اع23: 3-5).

2-يسقط في خطية الكذب (اع23: 5), عندما يدعي انه لا يعرف رئيس الكهنة الجالس في منصة القضاء بثيابه الرسمية.

3-يتنكر لإيمانه, عندما يقول عن نفسه انه فريسي (اع23: 6), بينما كان الواجب ان يقول انه مسيحي.

ومع ذلك فقد تدخّل الله منهياً مأساة هذا البطل بلطفه المعهود!! فبعد ان ادرك الرسول بولس انه ليس شيئا في ذاته, جاءه الرب بمراحمه بعد التأديب, ليقول له: ثق يابولس...ستُكمل شهادتك. ليؤكد له انه الرب الذي لا يتخلى عن أولاده عندما يخطئون, ولكنه يؤدبهم ليعود بهم إلى حظيرته!!  

وبلا شك فإن تشجيع الله لبولس كان كبيراً جداً بعد التأديب ليستطيع ان يتابع مهمته. فها هو الرب يقوده في موكب عسكري ضخم(اع23: 23) مؤلف من مئتي عسكري, وسبعين فارساً, ومئتي رامح. ليصل إلى فيلكس الوالي ليس كعبد بل كأمير. وهناك يأخذ استراحة في قصر هيرودس(اع23: 35) يسترد فيها أنفاسه منتعشاً بعناية الله.

وهذه المرة إذ وقف يدافع عن نفسه امام فيلكس الوالي لم يقل بضعف وخوف: انا فريسي, كما قال سابقاً امام من هم اقل من الوالي, لكنه قال انا مسيحي(اع24: 14)!!

وبعد أيام قليلة تكلم أيضا امام فيلكس الوالي(اع24: 25) عن شخص المسيح لدرجة ارعب بها الوالي!!

وبعد نحو سنتين وقف امام اغريباس الملك ليكلمه عن ايمانه فقال له الملك: (بقليل تقنعني ان اصير مسيحياً) (اع26: 28).

لقد اثبت تأديب الله أخيراً, انه ضروري لعلاج هذا البطل وبقائه شعلةً ملتهبةً.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.