اختبارات روحية
تسجيل

"21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ"(لوقا2: 21-22)

استيقظ الطفل في المذود, فأمسكته مريم ورفعته إلى حضنها قائلة ليوسف: انه اليوم الثامن. فأجابها: سنختنه ونسمّيه (كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ).

استعار يوسف آنية من صاحب المكان. ملأها بالماء ووضعها فوق كومٍ من الحطب المتّقد. وإذ صارَ الماءُ دافئاً احضرت مريم طفلها وغسلته بالماء استعداداً للختان.

ونحو الظهر جاء الرعاة الذين حملوا البشارة, ومعهم قليل من الطّعام والحلوى. وإذ خُتن الطفل على يد يوسف, بكى متألماً لكي يشبه (إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْء). أمّا الرعاة فضحكوا وسبحوا الله ونادوا الطفل قائلين: يا يسوع يا بن داود خلّصنا.

وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِ مريم (حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ). وإذ وصلوا الهيكل اشترى يوسف زوجي يمام. وبينما هو يحادث مريم ويداعب الطفل الباكي في يديها. كان رجل اسْمُهُ سِمْعَان (بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ) أتى (بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ). وإذ رآهما في باحة الهيكل, أتى اليهما وأخذ الصَّبِيِّ يَسُوع من يد مريم (عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ). ثمّ نظر إليه فرأى دموعه, ورأى في وجهه ما لم نَرَهُ نحن. رأى عينيه (كَالْحَمَامِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ مَغْسُولَتَانِ بِاللَّبَنِ جَالِسَتَانِ فِي وَقْبَيْهِمَا) فتعرّف عليه دون أن يُبرِز هويته. ثمّ قال: («الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ»). وإذ قال ذلك ارتعشت يداه. ولا يدري أحد إن كان هذا تعبيراً عن فرحته, أم لخفقان قلب الصبي.

(وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ): إنّه يكون نوراً للأُمم وخلاصاً لجميع الشعوب. ثم باركهما سمعان, وتنبأ عن آلام مريم, وأعطاها الصبي.

وقبل ان تستفيق مريم ويوسف من ذهولهما, وبينما النّاس قد بدأوا الالتفاف حولهما, جاءت (نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ), طاعنة في السّن متكئةً على عصاها. تقدّمت إليهما وهي تسبح الرّب, وشقت لها طريقاً بين الجموع. وإذ وصلت اليهما (تَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ). يا إبراهيم: ها هو قد جاء نسلك الموعود الذي به تتبارك جميع قبائل الأرض. يا يعقوب: ها هو الكوكب قد أشرق من أحضانك. يا يهوذا: إياك يحمد إخوتك, افرح الآن, قد جاء منك شيلون صانع السلام. يا موسى: قد جاء الذي تنبأت عنه طالباً ان ترى مجده ليستلم منك زمام شعبك. وارتفع تسبيحها مع سمعان حتى شقّ عنان الفضاء. أمّا الكهنة الذين سمعوا القول عن الصبي: إنه (كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ), بهاء الشمس في إشراقها, (نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ), فكانوا يعبرون المكان جيئة وذهابا دون اكتراث.

القس, نبيل سمعان يعقوب