اقتربت النهاية، أو هكذا ظنّ!

ظن أن ساعة الظفر قد أتت، أذ ها هو "رئيس الحياة" يُقاد الى الموت ذليلا. وها هو "رئيس الهواء" يقف مستهزئا.

وها هي أصوات قبيحة من "ملائكة.. في سلاسل الظلام" تتعالى ظانه أن سيدها قد ربح الحرب. لما لا، طالما أن الصليب منصوب ينتظر ذاك "الذي هو في حضن الآب ".

وفجأة، "كانت ظلمة على الأرض" وفي منتصف النهار "أظلمت الشمس". وظن المشتكي، "الحية القديمة", انه ولابد بقوته فعل ذلك، اليس له “سلطان الظلمة

لا بد أنه نسي ان الرب بنفسه قال:" أني أغيب الشمس في الظهر وأقتم الأرض في يوم نور" لأنه في ذلك اليوم كان يجب على "ابني الحبيب الذي به سررت" ان يتجرع مرارةً والماً “لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد".

كان متيقنا ان خطته قد نجحت فالخائن الذي دخل فيه "خنق نفسه" والتلاميذ الذين تبعوا "المصلوب" فقدوا رجائهم في ذاك "المزمع أن يفدي إسرائيل" والوقت يمضي لصالحه اذ ها هو "ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال".

لكن "من وقف في مجلس الرب ورأى وسمع كلمته"؟ لأنه بنفس السلاح الذي يستخدمه " التنين", يجب ان يهزم. لأن "الحديد بالحديد يحدد" وسلاح الكذب الي تسلح به " الذي اتكل عليه" قد خذله لأنه مثل"القصبة المرضوضة،.. التي إذا توكأ أحد عليها دخلت في كفه وثقبتها"

ها صباح يوم جديد، انتقل فيه كل من يؤمن من الموت الى الحياة. لأنه في هذا اليوم أمر الرب ان «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، وخرج "اللاَّبِسُ النُّورَ كَثَوْبٍ" منتصرا غالبا مكللا بأكاليل الغار "ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت".

وها هو يقول لك: "من يغلب يرث كل شيء، وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا."

كل عام وأنت غالب باسم "يسوع المسيح المقام من الأموات"

فادي سمعان يعقوب