دراسات عامة
تسجيل

المقدمة

بعد عصر الإصلاح، برزت واحدة من أكبر التحديّات التي واجهت الإيمان الرسولي داخل الكنيسة الهولنديّة المُصلَحة، بسبب قس ومعلِّم يدعَى جاكوب أرمينيوس (1559-1609)، وبسبب أتباعه. درس أرمينيوس في أكاديميّة جنيف حيث كان واعدًا، ولم تكن هناك أيّة مؤشّرات واضحة على انحرافه عن العقيدة السليمة. كان من الصعب التأكد من المخاوف التي أحاطت بأرمينيوس لأنه لم ينشر أيّة كتابات في أثناء حياته. لكن في عام 1608، طُلب منه تدوين آرائه بغرض تقييمها. وقد أظهر ما دوَّنه رفضًا للعقيدة الكالفينيّة عن الاختيار.

وفي الأعوام التي تلت وفاة أرمينيوس، ازداد أولئك الذين ادَّعوا أنهم تلاميذه تطرفًا في أفكارهم اللاهوتيّة. وازداد تَبَنِّيهم للآراء التي نسميها اليوم الآراء "الأرمينية" أو "الشبه بيلاجيّة"، والتي تعلّم أن للخطية تأثير محدود على القدرات البشريّة، وأنه يوجد قدر من الحريّة البشريّة يجعل الإنسان قادرًا على التعاون مع نعمة الخلاص أو مقاومتها. وقد لخَّصوا آراءهم في وثيقة عُرفت باسم "احتجاج عام 1610". احتوى هذا الملخَّص على خمس نقاط: الاختيار المشروط، والكفارة العامة، والفساد الكامل، والنعمة التي يمكن مقاومتها، وعدم اليقين بشأن مثابرة القديسين.

المقدمة

الخلفيَّة التاريخيَّة:

كُتب إقرار الإيمان البلجيكي في الأصل بيد جيدو دو بريه،الذي كان راعي كنيسة مُصلَح، مُتحدِّثًا باللغة الفرنسيَّة، وتلميذًا لكالفن في جنيف. ومع أن دو بريه كان الكاتب الأساسي لهذا الإقرار، لكن ساهم رعاة كنائس ولاهوتيُّون مُصلَحون آخرون في الشكل النهائي والمُستلَم لهذا الإقرار،منهم فرانسيس جونيوس، الذي صار لاحقًا أستاذًا مُصلَحًا شهيرًا في جامعة ليدن.

كُتب هذا الإقرار في عام 1561، ثم أرسِلت نسخ منه إلى جنيف وإلى كنائس مُصلَحة أخرى للتصديق عليه. ظهر الشكل الحالي للإقرار في وقت انعقاد سنودس دورت العظيم، أي في عام 1618-1619، حيث تمت مراجعة النص، والموافقة عليه رسميًّا في أربع لغات (اللغة الفرنسيَّة الأصلية، واللغة اللاتينيَّة، واللغة الهولنديَّة، واللغة الألمانيَّة). ثم بعد وقت قليل من كتابة إقرار الإيمان البلجيكي، عُرِض على الملك فيليب الثاني، ملك إسبانيا، الذي كان يحكم هولندا آنذاك، على أمل عقيم بأن يحظى الإيمان المُصلَح بالقبول. ومنذ البداية، تمتَّع هذا الإقرار بقبولٍ شديد بين الكنائس المُصلَحة في هولندا.

ثمة أهمية خاصة للغرض من إعداد إقرار الإيمان البلجيكي، وعرضه على الملك فيليب الثاني. ففي وجه الاضطهاد العنيف الذي مارسه هذا الملك التابع لكنيسة روما الكاثوليكيَّة، وحُكَّامه، انصب اهتمام جيدو دو بريه ومؤمني هولندا المُصلَحين على إثبات أن إيمانهم كان بحسب تعليم الكتاب المقدس، والإجماع القديم للكنيسة الجامعة المقدَّسة ومجامعها. وبالتالي، يحمل إقرار الإيمان البلجيكي نبرة نازعة إلى السلام، ولا سيما في إثباته لالتزام الإيمان المُصلَح بالتعاليم الكتابيَّة العظيمة عن الثالوث، وعن شخص المسيح وعمله. تم شجب تعليم كنيسة روما الكاثوليكيَّة في نقاط محوريَّة، لكن كان الهدف من الإقرار هو إقناع قارئيه بأن الإيمان المُصلَح ليس أكثر من كونه إيمان الكنيسة المسيحيَّة عبر التاريخ.

نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يُرى وما لا يُرى.

وبرب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدّهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوِ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شئ، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا. نزل من السماء، وتجسّد من الروح القدس، ومن مريم العذراء، وصار إنساناً، وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألّم ومات وقبر، وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب، وصعد إلى السماء، وجلس عن يمين الله الآب، وأيضا يأتي بمجد عظيم، ليدين الأحياء والأموات، الذي لا فناء لملكه.

 ونؤمن بالروح القدس، الرب المحيي، المنبثق من الآب والإبن، الذي هو مع الآب والإبن، يُسجد له ويُمجّد، الناطق بالأنبياء (والرسل)، وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، ونترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. آمين.

بالحقيقة نؤمن بإله واحد، الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء و الأرض، ما يرى و ما لا يرى. نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء. هذا الذي من أجلنا نحن البشر، و من أجل خلاصنا، نزل من السماء و تجسد من الروح القدس و من مريم العذراء. تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم و قبر و قام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، و صعد إلى السموات، و جلس عن يمين أبيه، وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء و الأموات، الذي ليس لملكه انقضاء.

نعم نؤمن بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الآب. نسجد له و نمجده مع الآب والابن، الناطق في الأنبياء. و بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. و نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. و ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتي. آمين.

نؤمن بإله واحد، الآب ضابط الكل وخالق السماء والأرض وكل ما يُرَى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الأب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس، وولد من مريم العذراء، وصار إنسانًا، وصلب عنَّا في عهد بيلاطس الْبُنْطِيُّ، تألم ومات ودفن، وقام في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماوات وجلس على يمين الله الآب، وأيضًا سيأتي بمجده العظيم، ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء، ونؤمن بالروح القدس، الرب المحيي، المنبثق من الآب والابن، نسجد له ونمجِّده مع الآب والابن، الناطق بالأنبياء، ونؤمن بكنيسة واحدة مُقدَّسة جامعة رسوليَّة، ونعترف بمعموديَّة واحدة لمغفرة الخطايا، وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. آمين.

أؤمن بالله الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض. وبربنا يسوع المسيح، ابنه الوحيد. الذي حُبل به من الروح القدس. ووُلد من مريم العذراء. وتألم في عهد بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ. وصُلب ومات وقُبر، ونزل إلى الهاوية.

وقام أيضًا في اليوم الثالث من بين الأموات. وصعد إلى السماء. وهو جالس عن يمين الله الآب ضابط الكل.

وسيأتي من هنالك ليدين الاحياء والأموات. وأؤمن بالروح القدس. وبالكنيسة المقدسة الجامعة. وبشركة القديسين. وبمغفرة الخطايا. وبقيامة الجسد. وبالحياة الأبدية. آمين.

fathers ages