دراسات عامة
تسجيل
article 1

الرسالة إلى العبرانيين

(دراسة مبسّطة)

مقدمة الرسالة:

1- الكاتب و تاريخ الكتابة:

لم يفصح الكاتب عن شخصيته إلا بكونه يهودي الجنس(1:1). وبينما يعتقد البعض أن بولس هو كاتب هذه الرسالة، يعتقد البعض الآخر أن كاتبها هو برنابا أو لوقا أو أبولس أو غيرهم. ولكن كائناً من يكُن، فإن كاتِب هذه الرسالة على ما يبدو هو عَلاَّمَة يَفهم ما يقوله العهدَين القديم والجديد عن يسوع المسيح, فيربطهما ربطا محكماً.

ومع اننا نجهل هوية الكاتب, لكننا بالتأكيد نعرف ان رسالته هي جزءٌ لا يتجزأ من الكلمة الإلهية التي كتبها اناس مسوقين من الروح القدس. وبالتالي فهي ليست أقل قيمة من أسفار الكتاب الأخرى.

.

كتبت هذه الرسالة من ايطاليا (13: 24) قبل خراب الهيكل, وعلى الارجح بين عامي (60، 70م).

2- المرسل إليه, والغرض من الرسالة:

كتبت هذه الرسالة إلى مؤمنين جاؤوا من خلفية يهودية, وهم جيل ثان من المسيحية (2: 3) الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب ايمانهم, وكادوا ينجرفون إلى طرق حياتهم التي عاشوها في العهد القديم, وذلك بالتخلي عن اجتماعاتهم الروحية (10: 25). وبالعودة عن ايمانهم لناموس موسى (6: 5-6).

وربما قَدّم اليهم مضطهديهم بعض الاغراءات إذ وجدوا ثبات ايمانهم. فحدّثوهم عن قبولهم ثانية في الهيكل وعن رد اعتبارهم مدنيا. وإذ يدرك الكاتب خطورة هذا الأمر, يحذرهم قائلاً: إن الارتداد من المسيحية إلى اليهودية هو ارتداد من الكامل إلى الناقص ومن الحقيقة إلى الظلال.

ولأنهم يحتاجون للتشجيع, كما للإنذار. يحثّهم على الثبات في الايمان بالمسيح بغضِّ النظر عن الثمن المدفوع, كما ثبت أبطال الإيمان في العهد القديم (عب11) وهم ينتظرون مجيئه. إذ لا يوجد شيء يقارن بيسوع الذي ينبغي ان نظل متطلّعين إليه بشكل دائم (12: 2). فهو أفضل من الملائكة, وموسى, ويشوع, وهارون وغيرهم. إنّه الذي أسس عهداً أفضل بمواعيد أعظم (8: 6), وأنشأ راحة أفضل بذبيحة أعظم (9: 12).

ويتابع التشجيع قائلاً: إن كنتم قد اقتنيتم الهيكل الأرضي, فالهيكل السماوي صار لكم. وإن كنتم قد اقتنيتم أورشليم الأرضية, فأورشليم السماوية صارت لكم. وإن كنتم قد اقتنيتم موسى الامين في كل بيت الله بصفته خادما, فقد صار لكم المسيح الذي يترأس على البيت بصفته ابنا. وإن ظننتم ان المسيحية حرماناً فهي ليست كذلك, إنها اقتناء للسماويات وتمتع بالأمور الأبدية.

  1. الحاجة إليها:

نواجه جميعاً الإحباطات والعراقيل والإغراءات. إضافة للضغوط المعنوية والفكرية للارتداد عن ايماننا القويم, والوقوع في وثنية القرن العشرين. فرحلتنا الروحية ليست دائماً هادئة. وسفر العبرانيين يمنح المعونة في مثل هذه الأوقات. إذ يرينا المعاثر ومكامن الخطر، ثم يشجعنا على عدم الاستسلام, مذكرا ايانا بما صار لنا في المسيح يسوع الذي هو افضل من الكل. لذلك هي مناسِبة لنا اليوم, كما كانت للكنيسة في القرن الأول الميلادي.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب