دراسات عامة
تسجيل

هل من صوم يرفضه الله؟ نعم هذا بعضه:

1)الصوم لغايات رديّه:

كما فعلت الملكة إيزابل عندما نادت بصومٍ, ظاهرياً كانت الغاية منه إيهام الشعب بوجود حرام في إسرائيل, أما فعلياً فكانت الغاية منه القضاء على نابوت اليزرعيلي(1ملوك21: 1- 16(
قال الشعب قديماً للرب "لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟...(أجاب الرب) "هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ... أَمِثْلُ هَذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟" (اشعياء58: 3-5(
2)الصوم بهدف التقرب إلى الله:

إن هذا المفهوم خطير جداً لأنه يطعن بكفاية عمل المسيح على الصليب, بل وينهيه, وأنا أتساءل لو كان الصوم يقربنا إلى الله ما الحاجة بعد لعمل المسيح الذي قيل عنه "وَلَكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ" ( أفسس2: 13(
أما عن الطعام والشراب فيقول لنا الرسول بولس "وَلَكِنَّ الطَّعَامَ لاَ يُقَدِّمُنَا إِلَى اللهِ لأَنَّنَا إِنْ أَكَلْنَا لاَ نَزِيدُ وَإِنْ لَمْ نَأْكُلْ لاَ نَنْقُصُ" ( 1كورنثوس8:8)

3)الصوم بهدف غفران الخطية:

الصوم هو عمل, ولا يوجد عمل في كل الحياة يستطيع أن يغفر خطية. الغفران يتم فقط بدم المسيح المسفوك على خشبة الصليب "وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" ( 1يوحنا1: 7(
الصوم هو عمل, والكتاب المقدس يقول "ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" ( افسس2: 9(
4)الصوم بهدف التقديس عن طريق قهر الجسد:

هذا نوع من التفكير الغنوصي الذي ينظر للجسد باعتباره شراً يقف في طريق قداستنا, وقد حاربت الكنيسة هذا التفكير منذ أيام الرسل الأولى. لذلك على العابد أن يدرك ان الرب لا يعلمنا قهر الجسد وإذلاله بل يدعونا للاهتمام به "فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضاً لِلْكَنِيسَةِ" ( افسس5: 29(

5)الصوم بغاية الشهرة:

"وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً.." ( متى6: 16-18(

6)إلزام الله بتحقيق أهدافنا:

ينبغي أن يدرك العابد دائماً أن الله يعطي بناءً على النعمة وليس على الاستحقاق. العطاء هبة, فإن أعطى الرب, أو لم يعطي, هو الرب. وليكن اسمه مباركاً إلى الأبد.

القس. نبيل سمعان يعقوب