شخصيات تاريخية
تسجيل

الكونت نيكولاس فون زنزندورف (1700- 1760)  

امتلأت صفحات تاريخ الكنيسة من أبطال أحبّوا يسوع كثيرًا وشَعروا بحاجة ماسّة لحضوره في حياتهم. ينتمي الكونت زنزندورف الى هذه القافلة من القدّيسين. وقد كَوَّنت شركته مع الله العنصرَ الأساسي لحياتِه المسيحيّة، فكان حضورُه المبارَك ظاهرًا في كلّ أعماله. وجاء اعترافه الشَّهير معبِّراً عن شعار حياته، "تمتلكني رغبة قويّة، إنَّها يسوع، وحده يسوع."

تميّزت شخصيته بتنوّع فريد جعل منه إنساناً مُتكاملاً. كان في وقت واحد شاعِرًا ولاهوتيًّا وراعيًا ومرسَلاً وقانونيًّا. أَلْهَمَ الكِبار وأثَّر في الصِّغار وكَرَّس كلّ قدراته لهدف واحد أن يَنشُرَ في البَشَر مَعرفة المسيح مخلِّصِه.

وُلدَ الكونت نيكولاس لودفيغ فون زنزندورف في ساكسوني شرقي ألمانيا عام 1700. ترعرَعَ وسط عائلة نَبيلة من أرقى عائلات أوروبا. توفّيَ والدُه بعد ستّة أسابيع من ولادته. وعاش بعد زواج أمّه مع جدّته التقيّة الّتي أمضت معه أوقاتًا طويلةً في الصّلاة ودراسة الكتاب المقدس. انفطر قلب الصّبي عندما أُلحق في مدرسة داخليّة ورأى الإزدراء

.

الفيلسوف الواعظ: جوناثان إدواردز (1703- 1758)

لاهوتيّ وفيلسوف وعالم في الوقت نفسه. إنّه أحد أعظم المفكّرين والكتّاب بشهادة فلاسفة الأدب واللّغة. اعتبره بعضهم بشير "الحركة الرّومانسيّة" في الأدب الإنكليزيّ. وعلى الرّغم من وفاته منذ أكثر من مئتي عام، لا يزال أثر كتاباته قويًّا في الحياة الفكريّة والدّينيّة والأدبيّة في الولايات المتّحدة، إلى يومنا الحاليّ. كان اسم "جوناثان إدواردز" الأكثر ارتباطًا بالـ"النّهضة الكبرى" الّتي بدأت في العام 1734 في الولايات المتّحدة، واستمرّت حتّى العام 1742، وأثمرت مئات الآلاف مِمّن رجعوا عن شرورهم وسلّموا حياتهم إلى المسيح.

قال عنه "مارتن لويد جونز": "لو طُلِب إلَيّ أن أصف رجال الفكر اللاّهوتيّ وأقارنهم بقمم الجبال، لاعتبرت "مارتن لوثر" و"جون كالفن" جبال الهملايا، و"جوناثان إدواردز" قمّة "إيفرست". فما تمتّع به "إدواردز" من فكر ومنطق وإدراك لم يعرفه

.

جون وِسْلي

عندما وطأتْ قدماه أرض "جورجيا"، ليُبشّر الهنود الحمر، كان المُرسَل الشّابّ "جون وِسْلي" واثقًا بنفسه وبصلابته المقدّسة وبقدراته التّنظيميّة، الّتي ساعدته على مواجهة مهمّة تبشير الوثنيّين ورعاية سكّان المستعمرات. وهو ظنّ أنّ نجاحه في قيادة طلاّب "النّادي الرّوحيّ" في جامعة أوكسفورد في قراءة الكتاب المقدّس بجدّيّة، والصّلاة وحضور العشاء الرّبّاني بشكل منتظم، ستسمح له بقيادة الهنود وسكّان المستعمرات بسهولة.

إلاّ أنّ محاولة "وِسْلي" التّبشيريّة واجهت فشلاً ذريعًا. فقد اكتشف أنّ الهنود خطاة عنيدون لا يمكن تغييرهم أو حتّى السّيطرة على تصرّفاتهم. أمّا سكّان المستعمرات فقد قابلوا قواعده السّلوكيّة بازدراء وعدم مبالاة. وابتعد عنه رفقاؤه في الخدمة بسبب تشدّده وشجبه لكلّ مظاهر التّزيّن في أثناء العبادة، ورفضه رعاية المنشقّين عن الكنيسة أو حتّى ممارسة خدمة دفنهم. وقد ازدادت خدمته في "جورجيا" سوءًا عندما تزوّجت الفتاة الّتي كان "وِسْلي" يحبّها، من رجل آخر، فرفض حضورها إلى مائدة الرّبّ. الأمر الّذي أدّى

.

أولريخ زوينغلي (1484-1531) 

يُعتبر "أولريخ زوينغلي" أحد أهمّ قادة الإصلاح الإنجيليّ إلى جانب "لوثر" و "كالفن". وُلِد في "ويدهاوس"، "سان غال"، في سويسرا، وأظهر بشائر مبكرة تعِد بنجاحات مستقبليّة في مجالي العلم والثّقاقة.  تلقّى علومه في "بيرن" و "فيينّا" ثمّ التحق بجامعة "بازل"، حيث انكبّ على دراسة العلوم الإنسانيّة.  وتأثّر بالمُصلِح "توماس ويتنباخ" الّذي رعاه ووجّههُ نحو الإيمان بسلطان الكتاب المقدّس المُطلَق والوحيد، وبالخلاص بالنّعمة، وبالإيمان بيسوع المسيح وحده.

رُسم "زوينغلي" كاهناً كاثوليكيّاً وخدم أبناء الأبرشيّة في "غلاروس" (1506-1516)، وفي "إنسيدلن" (1516-1518) الّتي كانت مركزاً للحجّاج، وهناك بدأ يواجه نظام بيع صكوك الغفران.  إلى أن دُعيَ ليكون كاهناً للشّعب، حيث راح يُلقي المواعظ الدّينيّة في كاتدرائيّة "زوريخ" الكبرى في أوائل عام 1519.

في العام 1516، استعار "زوينغلي" إحدى نسخ العهد الجديد اليونانيّة الّتي أبرزها "إيراسموس"، ونسخها لتكون خاصّته، ثمّ راح يدرسها بتعمّق.  وأظهر "زوينغلي" تقدّماً ملحوظاً في المعارف الكتابيّة، وبخاصّة عند تفسير رسائل بولس الرّسول والموعظة على الجبل.  واستخدم

.

المحامي الواعظ تشارلز فِني ‏(1792-1875) 

وُلد "فِني" العام 1792 في بلدة "أدامز" بمقاطعة "جفرسون" في ولاية "نيويورك". وقد نشأ في بيت حُرِم من حياة الصّلاة والتّقوى، ولم يعرف شيئاً عن الحياة المسيحيّة إلاّ حينما ذهب لشراء نسخة من الكتاب المقدّس ليطّلع على الشّواهد الّتي وردت عن الشّريعة الموسويّة الّتي كان يدرسها كطالب قانون.  وبينما كان يقرأ، سحرته كلمة الله بجاذبيّتها، فذهب إلى الكنيسة ليُناقش راعيها حول ما كان يذكره في مواعظه.  حضر اجتماعات الصّلاة ولاحظ أنّ الصّلوات نفسها تتكرّر من أسبوع إلى أسبوع من دون أن تُستجاب، فتساءل عن سرّ هذا الأمر.  ثمّ أصبح قائداّ للتّرنيم في الكنيسة، ولم يكن قد اختبر الإيمان بعد.  وكان الرّاعي يخاف على الشّباب في كنيسته من أن يتأثّروا بفكر "فِني" وذكائه الحادّ، أو من أن يقودهم إلى الشّكّ.

اختبار التّجديد

كان "فِني" يقرأ كلمة الله بفاعليّة بحثاً عن مبادئ شريعة موسى، وكان من رأيه

.

كرنيليوس فان دايك

مِنَ الّذين وَفَدوا إلى الشّرق في أوائل نهضته، وسبّبوا تغييراً كبيراً في مجرى تاريخه، المُرسَل "كارنيليوس فان دايك". إنّه رجل باركه الله، فأنار بلادنا بعطاءاته الفكريّة والرّوحيّة، ومآثره الأدبيّة العظيمة، وخدماته الجليلة.  كلّ مَنْ يدرس سيرته وأعماله يتيقّن حقّاً أنّه عَكَسَ نور المسيح في هذه البقعة من العالم في القرن التّاسع عشر.

نشأة كرنيليوس فان دايك

وُلِدَ "كرنيليوس فان دايك" في 13 آب 1818، في بلدة "كندرهوك" في ولاية "نيويورك"، في الولايات المتّحدة الأميركيّة، من أبوين هولانديّي الأصل. تلقّى دراسته الابتدائيّة والثّانويّة في مدرسة بلدته، وتعلّم الّلاتينية واليونانيّة إضافة إلى الهولّنديّة والإنكليزيّة.  كما دأب على حفظ أسماء كلّ النباتات البّريّة الّتي كانت تنمو في نواحي بلدته، وتعلّم بنفسه تصنيفها بحسب نظام "لينوس" النّباتي الشهير.

كان "فان دايك"، على الرّغم من فقر عائلته، يستعير الكتب من رفاقه أو يستأجرها بدريهمات قليلة يجمعها، أو يحفظ ما يسمعه من قرّائها.  إلاّ أنّ طبيباً كريم الأخلاق في القرية، يقتني مكتبة كبيرة، فتح له أبواب مكتبته بعدما رأى اجتهاده في تحصيل المعارف، فانكبّ على دراسة ما فيها بينما كان يخدم في صيدليّة أبيه، حيث أتقن فنّ الصّيدلة علماً وعملاً، قبل أن يدرس الطّبّ وينال درجة الدكتوراه من كليّة "جفرسن" الطبيّة في فيلادلفيا عام 1839.

دخول فان دايك الخدمة الإرساليّة

بعد تخرجه، توجّه "كرنيليوس فان دايك" برسالة إلى المجلس الأميركاني للبعثات التبشيريّة في "بوسطن"، يخبره فيها

.

المعلّم بطرس البستاني

دُعِي "ابو التنوير العربي". فكان أولّ مَن انشأ دائرة معارف وأول مَن وضعَ معجماً عربيًّا بالتسلسل الأبجدي وأول مَن نادى بتحرير المرأة وتعليمها في المشرق العربي. منشئ الصحف المتعددة، ومنشئ المدرسة الوطنية في زقاق البلاط، بيروت. فكان المعلم بطرس البستاني سابقاً لعصره.

ولادته ونشأته:

وُلِدَ بطرس البستاني في قرية الدبيِّة في جبل لبنان، في شهر تشرين الثاني عام 1819. توفّي والده وهو في الخامسة من عمره. أُرسِلَ إلى مدرسة القرية، واحدة من مدارس "تحت السنديانة"، فبدأت سمات الذكاء وإشراقة الذهن تظهر عليه، ما لفت انتباه معلّمه الخوري "ميخائيل البستاني" الذي أخبر المطران "عبدالله البستاني" عن نجابته وقوة ذاكرته. فاهتم المطران ببطرس، وأرسله إلى مدرسة عين ورقة لمتابعة علومه فيها، حيث أمضى فيها عشر سنين تعلّم خلالها قواعد اللغة العربية، والسريانية، والتاريخ، والجغرافيا، والحساب، وبعض النظريات اللاهوتية، والفلسفية، ومبادئ اللغة اللاتينية، وأصول الحق القانوني.

وفي عام 1840 نزل بطرس إلى بيروت طلباً للرزق، فتعرف على المرسلين الانكليز، ثم الأميركان وعمل مترجماً في القنصلية الانكليزية، وبعدها الاميركية لمدة. إضافة إلى تعليمه اللغة العربية للمرسلين. تعرّف بطرس بالدكتور كرنيليوس فاندايك وارتبطا معاً برباط المحبة والصداقة. كما تعرّف على المرسل عالي سميث عام 1841، وكان يـجري بينهما حوارات دينية، أثـمرت بإيـمان بطرس بالإنـجيل عقلاً وروحاً.

نشاطاته:

انتُدب بطرس البستاني مع زميله الياس فواز، إلى بلدة حاصبيا، لتأسيس مدرسة هناك

.