دراسات و عقائد
تسجيل

بالأصل اليوناني تحمل هذه الكلمة معنى:

1-  لسان بشكل حرفي, (وتفل ولمس لسانه) مرقس7: 33 + (اللسان.. عضو صغير) يعقوب3: 5.

2-  لسان بشكل مجازي, (ألسنة منقسمة كأنها من نار) اعمال2: 3.

3-  لغة, (فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون) اعمال19: 6+ (يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله) اعمال2: 11+ (إن كنت أتكلم بألسنة الناس) 1كورنثوس13: 1.

4-  لغة مكتسبة بشكل غير طبيعي, (أريد أن جميعكم تتكلمون بألسنة) 1كورنثوس14: 2+(أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم) 1كورنثوس14: 18

5-  شعب, (وكل أمة وقبيلة ولسان) رؤيا14: 6.

توصف الألسنة في العهد الجديد بأنها:

.

 *(ألسنة جديدة), (وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ) مرقس16: 17, ليس بالضرورة أن تُفهم عبارة (ألسنة جديدة) أنها لغة لم تكن معروفة من قبل لأحد من الناس, بل ربما المقصود أنها جديدة على من ينطقها, أي أن المؤمنين سيتكلمون بعد وقت ليس بطويل لغات أجنبية جديدة معروفة لكن بطريقة معجزيّه, وهذا التفسير مقبولاً ومعقولاً. وكبرهان على ذلك لاحظ ان الرب يسوع المسيح لم يتكلم ألسنه جديدة طوال خدمته على الأرض, ليس لأنه لم يكن ممتلئاً من الروح القدس بل لأنه كما قال (لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ) متى15: 24, وكذلك التلاميذ قبل صعود الرب لم يتكلموا لغات جديدة لأن رسالتهم أيضاً كانت (إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ)متى10: 6

باختصار لم يكن هناك من حاجة للغة تختلف عن لغة الخراف الضالة لأن الرسالة لم تشمل الأمم بعد.

*و(ألسنة أخرى), اعمال2: 4.

*و(أنواع ألسنة) 1كورنثوس12: 10.

وهذه الموهبة من المواهب التي تستخدم في الصلاة, (1كورنثوس14: 14).

ظهرت هذه الموهبة أول مرة في يوم الخمسين (وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. فَلَمَّا صَارَ هَذَا الصَّوْتُ اجْتَمَعَ الْجُمْهُورُ وَتَحَيَّرُوا لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ. فَبُهِتَ الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هَؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟ فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا:فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ وَنَوَاحِيَ لِيبِيَّةَ الَّتِي نَحْوَ الْقَيْرَوَانِ وَالرُّومَانِيُّونَ الْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ اللهِ؟». فَتَحَيَّرَ الْجَمِيعُ وَارْتَابُوا قَائلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ قَدِ امْتَلأُوا سُلاَفَةً».)اعمال2: 1-13.

ملاحظات على هذا النص:

1-  يبدو أن موهبة الألسنة كانت للجميع ولم يكن أحد قادرا على مقاومتها.

2-كانت الألسنة عبارة عن لغات مفهومة, أي لغات بشرية, والنص يعدد لنا(15) لغة, وقد أدرك من خلالها يهود الشتات, أن بطرس ومن معه كانوا يعظمون الله.

3-  ما حدث لم يكن نشوة صوفية يرافقها تمتمة غير مفهومة, بل كان معجزة سماوية ليس للتلاميذ يد فيها.

4-ليس بالضرورة أن كل تلميذ كان يجيد كل تلك اللغات, بل كل واحد كان يتكلم بلغة معينة لمجموعة من الناس.

5-لم يكن الروح القدس يترجم كلام التلاميذ إلى لغات متعددة, ولم يكن هناك أي مترجم. كانوا هم الذين ينطقون بلغات جديدة وكانوا يفهمون تماماً ما يتكلمون به(كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا).

6-لا ينبغي أن نستخدم التكلم بألسنة يوم الخمسين برهاناً على أن الألسنة تكون شيئا ملازما لعطية الروح القدس.قارن (اعمال2: 41)+ (اعمال4: 4) + (اعمال8: 17)+ (اعمال8: 39)+(اعمال13: 52)+ (أعمال16: 34).

7-كانت هذه المعجزة إتماما لمواعيد العهد القديم ولِما أنبأ به يسوع (وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ)مرقس16: 17.

الكلمة (تتبع) لا ينبغي أن تُفهم بأن الآيات باقية طالما هناك مؤمنين, بل ينبغي أن تُفهم بطريقة مختلفة, أي أن الآيات ستتبع المؤمنين طالما هناك حاجة لها, وبانتفاء الحاجة تنتفي الآيات دون أن ينتفي وجود المؤمنين. أما الحاجة للآيات فهي تثبيت الكلام (عدد20), ومتى ثبت الكلام انتفت الآيات التابعة!!

8-  يبدو أنها كانت ضرورية لنشر وتثبيت الإنجيل, فهي علامة لغير المؤمنين من اليهود.

قارن (فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ) عبرانيين2: 3-4 + (وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا... وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ.. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ) مرقس16: 15-20. يبدوا أن المواهب والآيات والعجائب والقوات كانت غايتها تثبيت مصداقية كلام الرسل والتلاميذ المتعلق بخلاص المسيح, حيث لم يكن هناك عهداً جديداً (الإنجيل) مكتوباً بعد.

9-أَعلنت الألسنة هنا نهاية عهد, تعامل فيه الله مع امة واحدة هي الأمة العبرية وباللغة العبرية, فمن الآن وصاعداً ستتوجه رسالة الخلاص لكل أمم الأرض, وبكل لغاتها.

10-  بالنسبة للرب يسوع كانت أعماله تشهد عن صدق رسالته, أي انه هو الآتي باسم الرب (اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي)يوحنا 10: 25.. أمّا بالنسبة للروح القدس فكانت الألسنة في يوم الخمسين هي البرهان انه قد جاء الآن من السماء.

ثم ظهرت هذه الموهبة مرة ثانية في بيت كرنيليوس في قيصرية (فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: «أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً) اعمال10: 44 -48.

ملاحظات على هذا النص:

1-المؤمنين من أهل الختان هم مؤمنو اليهود الذين جاؤوا مع بطرس من يافا وقد ذُكروا في اعمال10: 23+ 11: 12.

2-  يبدو من النص أن جميع الذين انسكب عليهم الروح القدس تكلموا بألسنة وعظموا الله.

3- الألسنة هنا علامة للمؤمنين من يهود الختان أن الله افتقد الأمم أيضاً فصاروا شركاءهم في الامتيازات, أي تأكيد على نهاية عهد تعامل فيه الله مع امة واحدة هي الأمة العبرية.

4-الألسنة هنا هي لغة بشرية, لغة اليهود أهل الختان الذين سمعوا الأمم يتكلمونها بطلاقة ويعظمون بها الله. لاحظ قول الرسول بطرس عن هذه الحادثة فيما بعد (فَلَمَّا ابْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضاً فِي الْبَدَاءَةِ (يوم الخمسين). فَتَذَكَّرْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. فَإِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ (الأمم)الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا (اليهود) أَيْضاً بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟) أعمال 11: 15-17. فإن كان بطرس يتكلم عن يوم الخمسين فهو يتكلم عن لغة بشرية.

وظهرت هذه الموهبة مرة ثالثة في افسس مع تلاميذ يوحنا المعمدان (فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذ (ليوحنا المعمدان) سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». فَلَمَّا سَمِعُوا(فهموا) اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ. وَكَانَ جَمِيعُ الرِّجَالِ نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ.) أعمال 19: 1-7.

ملاحظات على هذا النص:

  1. لم يسألهم :«هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا اعتمدتم؟» بل,«هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» حيث أن قبول الروح القدس يرتبط بإيمان العابد وليس بمعموديته, قارن (إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ) افسس1: 13.
  2. سؤاله: (فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟), سؤال استنكاري, فمن جوابهم على السؤال الأول «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟». تبين للرسول بولس انهم غير مؤمنين, لذلك سألهم (بماذا اعتمدتم), باعتبار المعمودية تبنى على الإيمان. وفعلاً كان الجواب يؤكد ما دار في ذهن الرسول بولس, لذلك كلمهم عن خلاص المسيح فلما فهموا وقبلوا, عمدهم باسم المسيح.
  3. يبدو من النص أن جميع الذين انسكب عليهم الروح القدس تكلموا بألسنة وعظموا الله.
  4. الألسنة هنا هي واحد من اثنين, إمّا لغة بشرية, أو لغة خاصة يملكها بعض المؤمنين.
  5. كانت الآيات المصاحبة لمعموديتهم دليلاً على مصداقية الرسول بولس, حيث ثبتت لهم كلامه. وأدرك تلاميذ يوحنا المعمدان الذين قالوا «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ» ان المسيح حقاً هو الغاية وليس يوحنا, وما يوحنا سوى شخصٍ قد أعد الطريق أمام المسيح.

لقد تكلم الرسول بولس مطولاً عن هذه الموهبة في رسالته الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس وسأضع بعض الملاحظات على أهم الآيات في الرسالة:

             1- (12: 7) (وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ)

فالمواهب بما فيها الألسنة هي لنفع الكنيسة, وليس للذة الموهوب له.

2- (12: 10-8) (فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلِآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلِآخَر نُبُوَّةٌ وَلِآخَر تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلِآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلِآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ.)

هذه الكلمة (لآخر) تعني أن ليس كل المؤمنين لديهم موهبة التكلم بألسنة.

3- (12: 13) (لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً(

مع أن الجميع اعتمدوا بالروح القدس, لكن الموهبة ليست للكل, أي أن المعمودية لا تعني التكلم بألسنة.

4- (12: 30-29) (أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟)

هذه الكلمة (العل) تعني أن ليس كل المؤمنين لديهم موهبة التكلم بألسنة.

5- (12: 28) (فَوَضَعَ اللهُ أُنَاساً فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً ثَانِياً أَنْبِيَاءَ ثَالِثاً مُعَلِّمِينَ ثُمَّ قُوَّاتٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ أَعْوَاناً تَدَابِيرَ وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.)

من حيث الأهمية تأتي موهبة الألسنة في آخر قائمة المواهب

6- (13: 1) (إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ (لغات معروفة) وَالْمَلاَئِكَةِ (لغات غير معروفة, التعبير مجازي)وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ.)

المحبة أسمى من موهبة التكلم بألسنة, وفي هذا توبيخ مبطن لأهل كورنثوس بسبب سعيهم الدائم وراء هذه الموهبة, أي وراء الأقل في الأهمية.

7- (13: 8) (اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ (بمعناها الإرشادي) فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ).

النبوة تُبطل وكذلك العلم, وهذا يتم متى جاء الكامل أي عندما نصل إلى الحالة الكاملة في الأبدية. أما الألسنة فستنتهي تلقائياً من نفسها أي ليست بحاجة لمن يُبطلها!

8- (14: 2) (لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ (دون ترجمة) لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ (يفهم). وَلَكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ).

يبدوا أن الألسنة هنا ليست لغة بشرية مفهومة.

9- (14: 4) (مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ)

يبني نفسه لأنه يفهم ما يتكلم به, وبالتالي يتقوى إيمانه. وهذا دليل أن الذي يتكلم بلسان ليس هو في غيبة, أو يُخرج ألفاظاً بلا معنى ولا ينتبه لها. يضاف إلى ذلك ان المتكلم بلسان يبدو هنا شخصاً مشغولاً بنفسه أكثر من الكنيسة, بينما يبدو من يتنبأ مشغولاً بالكنيسة أكثر من نفسه, وربما في هذا تأنيباً للذي يعرف الأفضل ولا يعمل به, وهذا ما سنلاحظه في الجزء الأول من الآية التي تلي.

10- (14: 5) (إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَلَكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ (له آخر) حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً)

هذه الرغبة عند الرسول بولس تعكس أهمية هذه الموهبة, لكنها تؤكد بذات الوقت أنها ليست للجميع, وأن هناك موهبة أفضل منها هي التنبؤ. ويبدو أن موهبة الألسنة تصير أعظم من موهبة التنبؤ أو تساويها عندما يتوفر من يترجم.

11- (14: 6) (فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّماً بِأَلْسِنَةٍ فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ أَوْ بِعِلْمٍ أَوْ بِنُبُوَّةٍ أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟)

هنا يتكلم الرسول بولس عن الألسنة باعتبارها لغة بشرية مفهومة, وهذا ما تؤكده الأعداد التي تلي(هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَماً يُفْهَمُ فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ! رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً. فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيّاً وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيّاً عِنْدِي).

12- (14: 13) (لِذَلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَلْيُصَلِّ لِكَيْ يُتَرْجِمَ (آخر))

هنا يطلب الرسول بولس ممن يتكلم بلسان أن يصلي لكي يُترجَم ما يقوله, وبالتأكيد هو لا يطلب منه أن يصلي طالباً موهبة الترجمة لنفسه ليفهم ما يصلي, لأنه كما قلنا هو يدرك تماماً ما يصلي لأجله, وإلا كيف يبني نفسه, فموهبة الترجمة إذاً هي لشخص آخر يفهم هذه اللغة, ولغة القوم الذين يسمعونها, وهذا ما يؤكده (العدد28).

13- (14: 16-14) (لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ فَرُوحِي تُصَلِّي (أفهم ما أقوله, قارن (1كورنثوس 2 :11)) وَأَمَّا ذِهْنِي (ما يقال للآخرين ويُفهم قارن,(14: 19)) فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ(أي لا ينفع غيري) فَمَا هُوَ إِذاً؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ (أمام الآخرين) وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضاً. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ (أمام الآخرين) وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضاً وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ!)

الألسنة هنا هي لغة غير أرضية يستطيع من يمتلكها أن يصلي بها وأن يرتل بها وان يتكلم بها.

ومن الجدير بالذكر هنا أن نلاحظ قول الكتاب عن العبادة انها (عبادتكم العقلية, رومية12: 1), أي أن العقل ضرورة حتمية في العبادة. وهذا يعني أن كل عبادة منفصلة عن العقل أو الذهن هي مضيعة للوقت, أو بتعبير آخر عبادة غير مسيحية. ويظهر هذا الأمر بشكل جلي في موضوع الصلاة, حيث تكون كل صلاة غير واعية, أو صلاة غُيّب فيها العقل, صلاة غير مسيحية حتى لو رُفعت باسم المسيح.

14- (14: 18) (أَشْكُرُ إِلَهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ)

هنا تعليم قوي يؤكد ان من يتكلم بلسان يفهم ما يتكلمه, وإلا كيف عرف الرسول بولس أنه يتكلم بألسنة أكثر من الجميع, إن كان لا يفهم ما يتكلم به.

15- (14: 22-21) (مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ: «إِنِّي بِذَوِي أَلْسِنَةٍ أُخْرَى وَبِشِفَاهٍ أُخْرَى سَأُكَلِّمُ هَذَا الشَّعْبَ وَلاَ هَكَذَا يَسْمَعُونَ لِي (يتوبون) يَقُولُ الرَّبُّ» إِذاً الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ (أنهم لن يتوبوا). أَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَيْسَتْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ (من اليهود) بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ (من اليهود)).

هذه الكلمات قالها الرب لليهود قديماً (اشعياء28: 11) بسبب عدم استماعهم لأنبيائه الذين أرسلهم إليهم, متكلمين بلغتهم العبرية وداعين إياهم للتوبة, فهددهم بأنهُ سيُعاملهم معاملة أخرى إذ يجلب عليهم أُناسًا ذوي ألسنة أخرى,أي أعداؤهم (الأمة الآشورية) عقاباً لهم على عدم توبتهم, ولكن مع ذلك سيبقون عصاة.

فالألسنة هنا آية تشير إلى حالة اليهود الخطاة, وتشير إلى أن الله سيعاملهم كأجنبيين غير مؤمنين, ولكنهم لم ينتبهوا.

وقد استمر اليهود حتى أيام الرب يسوع يستمعون إلى ألسنة أخرى من أسيادهم الأمميين الذين يحكمونهم, دون أن ينتبهوا إلى أن هذا صوت الرب الذي يُذكّرهم بخطاياهم ويدعوهم للتوبة.

وفي يوم الخمسين سمع يهود الشتات إخوتهم اليهود يكلمونهم بألسنة أخرى (فتحيروا وارتابوا..وكان آخرون يستهزئون), وبعدها سمعوا باللغة اليهودية (عدد14) دعوة للتوبة, (فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم), وهكذا تاب البعض نتيجة للكرازة وليس نتيجة للسان الغريب. ومع ذلك بقي هناك قسماً كبيراً جداً من اليهود دون توبة.

إذًاالألسنة آية لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين من اليهود. حيث أن الرب لم يجعل أصوات الأجانب في مسامع إسرائيل إلاَّ لكونهم في حالة عدم الإيمان, أما لو كانوا مؤمنين مطيعين فما كان من داعٍ أن يعاملهم هكذا.

والرسول بولس اسقط هذه الآية على الكورنثيين ليبين لهم أن وجود أناس بينهم يتكلمون لغة غريبة ليس بحد ذاته من البركات, فرغبتهم الشديدة بهذه اللغة, يعيد إلى الأذهان قصة قدماء اليهود العصاة, الذين لم يتوبوا بلسان يفهموه, ولا بلسان لا يفهموه.

لذلك يؤكد الرسول بولس أن استخدام اللغة الغريبة (الألسنة) لن يقود الوثنيين إلى الإيمان, وما حدث مع اليهود خير دليل (إِذاً الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ). فأهل كورنثوس مخطئون بتوقعهم النفع العظيم من التكلم بألسنة, أو السعي للحصول على هذه الموهبة من اجل خلاص الوثنيين.

أليس في هذا إشارة قوية إلى عدم ديمومة موهبة الألسنة. لاحظ كيف أن الرسول بولس في نهاية سفر أعمال الرسل(اصحاح28) يُقنع اليهود بضرورة التوبة, لكن ليس بموهبة الألسنة (لسان غريب), بل بلسان مفهوم بتحدث من كلمة الله.

16- (14: 27) (إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً وَبِتَرْتِيبٍ وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ.)

طالما هناك ترتيب في الكلام فهذا يعني أن المتكلم قادر أن يسيطر على نفسه, بمعنى أن الموهبة خاضعة له.

قد يَصل المتكلمون بألسنة إلى ثلاثة ومع ذلك يبقى المترجم واحد. وهذا دليل أن اللسان عبارة عن لغة واحدة يفهمها جميع المؤمنين الذين لديهم موهبة الترجمة, كما يفهما تماماً جميع المؤمنين الذين لديهم موهبة التكلم بألسنة.

والترجمة هنا تكون بتحويل هذا اللسان إلى إحدى لغات الأرض كالعبرية أو اليونانية أو اللاتينية الخ.

أما بخلاف ذلك, أي أن تكون لغة المصلي غير معروفة, فيصعب أن يقبله المنطق. لأن المُترجِم في هذه الحالة عليه أن يعرف كل لغات العالم وبدون استثناء, لكي لا يفاجأ بترجمة أيّة لغة يسمعها أثناء الصلاة, كون المصلي لا يُخبر المُترجِم بأية لغة سيصلي.

من المتعارف عليه ان المترجم يكون ملماً لغة الناس الذين سيترجِم لهم, ولغة الشخص الذي سيترجِم له, وإلا لن يأخذ دور المترجِم.

وهذا المنطق هو ما يؤكد عليه الرسول بولس حين طلب من شخص واحد أن يترجم لأثنين أو لثلاثة يتحدثون (يصلون) بالتتابع نفس اللغة, فمهما تعدد المتكلمون ستبقى اللغة نفسها. أما لغة الحاضرين (السامعين) فهي أيضاً لغة واحدة, لأنه من غير الممكن أن يُترجِم الشخص ما يسمعه إلى ثلاث أو أربع لغات بنفس الوقت.

باختصار المُترجِم يُترجِم من لغة يعرفها إلى لغة اكتسبها بطريقة غير طبيعية.

17- (14: 28) (وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ فَلْيَصْمُتْ فِي الْكَنِيسَةِ وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ (باعتباره يفهمها) وَاللهَ.)

18- (14: 34-33) (33 لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ34 لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ (جميع كنائس القديسين) لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ (ألسنة) فِي كَنِيسَةٍ).

*الأرجح أن الآية 34 تبدأ من منتصف الآية 33, أي اعتباراً من (كما في جميع..), وهذا يستقيم مع تفسير الآيتين33, 34.

*الصمت هنا ليس بمعناه المطلق, قارن (وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ (بمعناه الإرشادي))1كورنثوس11: 5. لكنّه يتعلق بأمرين, الأول, التكلم بألسنة, والثاني, التنبؤ (الوعظ) الذي هو التعليم. والصمت هنا مرهون بالاجتماعات التي يحضرها الرجال والنساء, أي الاجتماعات العامة. أمّا علة الصمت فهي قوله: (كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ).

19- (14: 39) (إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ جِدُّوا لِلتَّنَبُّؤِ وَلاَ تَمْنَعُوا التَّكَلُّمَ بِأَلْسِنَةٍ).

لا يجوز منع التكلم بألسنة كونها نافعة, على شرط وجود من يترجم (14: 27-28), ومن يستفيد( 14: 22)

* بما أن كل شيء يجب أن يكون بلياقة وحسب ترتيب يضع الرسول بولس بعض الشروط المتعلقة بممارسة هذه الموهبة في الكنيسة:

1- يجب أن تكون ممارسة هذه المواهب مثل كل المواهب الأخرى لبنيان الكنيسة (1كورنثوس 14 : 26).

2- يجب أن لا يزيد عدد المتكلمين في الاجتماع عن اثنين أو ثلاثة (1كورنثوس 14: 27)

3- يجب على من يتكلمون بألسنة أن يتكلموا واحداً واحداً، وليسوا معاً في وقت واحد (1كورنثوس 14 : 27)

4- إذا لم يكن هناك من يترجم ، فيجب على المتكلم بألسنة أن يصمت (1كورنثوس 14 : 28).

5- ينبغي أن تصمت النساء في الكنائس(أي لا تتكلم بألسنة) (1كورنثوس14: 34)

خلاصة: تُعلمنا كلمة الله أن الألسنة هي عبارة عن لغتين, الأولى عامة وواحدة عند جميع من يمتلكها, وهي غير أرضية, وتحتاج لمترجم حتى تُفهم من قبل الآخرين الذين لا يتكلمونها. والثانية لغة أرضية غير مشتركة لدى الجميع, وهي ليست بحاجة لمترجم.

كما تعلمنا إن موهبة الألسنة ليست دليلاً على روحانية من يمتلكها, وحال كنيسة كورنثوس المملوءة بالخطايا والانشقاقات خير شاهد على ذلك.

كما تعلمنا أن موهبة التكلم بألسنة ليست لجميع المؤمنين (1كورنثوس 12 : 3), وأنها ليست الدليل الواضح على عمل الروح القدس في المؤمن لأن الدليل هو ظهور ثمر الروح في حياته (غلاطية 5 : 22 و 23).

كما تعلمنا أن الغرض من هذه الموهبة هو:

1-  تمجيد الله (1بطرس 4: 10-11)

2-  تأكيد صدق الرسالة المسيحية أمام الأمم(يوم الخمسين).

3-  التأكيد للمؤمنين من أصل يهودي أن الأمم شركاء في الميراث(كرنيليوس).

4-  الصلاة والترتيل (1كورنثوس14: 14 -17) لبناء النفس (1كورنثوس14: 4)

كما تعلمنا ان ظهور هذه الموهبة في الكنيسة هو (آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ (أنهم لن يتوبوا)).وبالتالي لا منفعة من استخدامها لقيادة الناس للتوبة والخلاص.

ومن الملاحظ أن الرسول بولس لم يشجع المؤمنين على السعي للحصول عليها, ولم يشجع على استخدامها في العبادة العامة (1كورنثوس14: 19, 28) كونها موهبة بالدرجة الأولى لبناء النفس (1كورنثوس14: 4.), وبدون المحبة لا تعدوا كونها نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب