ذوي الاحتياجات الخاصة
تسجيل

(الصم المكفوفين)

Deaf-Blindness))

عندما تتردد كلمة "الأصم - الكفيف" على مسامع الناس، فإن هذه الكلمة غالباً ما تثير لديهم تساؤلات ومشاعر متباينة، تختلف باختلاف وعيهم بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، كما قد تثير لديهم التفكير في كيف يتمكن الأصم الكفيف من أن يحيا في المجتمع وهو محروم من نعمة السمع والبصر؟
كيف لهذا الشخص أن يعيش في عالم الصمت المظلم ؟

.

 أولاً- من هم الصم المكفوفون.

الصم المكفوفين, /أو مزدوجي الإعاقة الحسية كما يطلق عليهم البعض/ هم الأشخاص الذين يعانون من فقدان جزئي, أو كلي مزدوج, لحاستي السمع والبصر معا، مما يؤدي إلى مشكلات تواصلية شديدة (الحركة والتنقل)، ومشكلات نمائية وتربوية (القدرة على توصيل المعلومات). بحيث لا يمكن خدمتهم بشكل مناسب الا في مراكز التربية الخاصة بهم.

ثانياً- الأسباب المسؤولة عن حالات (الصم- المكفوفين):

من أكثر الأسباب المسؤولة عن حالات (الصم – المكفوفين) من الولادة, هي الخداج (Prematurely) وأغلب الحالات تعود لأسباب عير معروفة.

ثالثاً- تصنيف (الصم - المكفوفون):

1- (الصم – المكفوفون) من الولادة.

2- المعاقون سمعيا منذ الولادة, والذين يصابون لاحقا بالتهاب الشبكية الصباغي.

3- المعاقون بصريا منذ الولادة, والذين يصابون لاحقا بالإعاقة السمعية.

4- الصم المكفوفون الذين يفقدون بصرهم وسمعهم نتيجة لأسباب أخرى مثل كبر السن، الإصابة بالأمراض، التعرض للحوادث.

رابعاً- خصائص (الصمّ – المكفوفين):

يعتبر الشعور بالعزلة المشكلة رئيسة للعديد من (الصم – المكفوفين)، الذين عالمهم القريب ينتهي عند اصابعهم.

خامساً- خصائص نمو الأطفال (الصم – المكفوفين) :

*تقلُّ يقظة وانتباه الأطفال الصم المكفوفين لِما يدور حولهم, بسبب افتقادهم إلى المثيرات السمعية والبصرية. لذا يلاحظ أنهم أقلّ بكاءً من الأطفال العاديين، كما أن حركة أطرافهم أقل، ولا ينتبهون لما يدور حولهم إلا من خلال التواصل اللمسي الذي يتم بمعرفة الأسرة والقائمين على رعايتهم .

*تتأخر ظهور الابتسامة على وجه الطفل (الأصم – الكفيف) لمدة ستة أشهر منذ ولادته، بعكس الطفل العادي الذي تظهر على وجهه الابتسامة بعد حوالي شهر من ولادته.

*يفتقد (الأصم – الكفيف) إلى المحاكاة السمعية والبصرية, والتي تُعد ضرورة لتحقيق نموه العام التعليمي.

*يجد (الأصم – الكفيف) صعوبة شديدة في القدرة على بدء التفاعل الاجتماعي من حوله بسبب إعاقته الحسية المزدوجة التي تؤثر في قدرته على توسيع مجال تفاعله الاجتماعي، فهو غالباً ما تجده وحيداً ما لم يقم أحد بالاقتراب منه ولمسه تمهيداً للتواصل معه .

*يمر على الطفل الكفيف الأصم عدة سنوات من عمر الطفولة، حتى تأتي عليه لحظة ضيق في حياته، وتأتي هذه اللحظة عند اكتشافه لإعاقته السمعية والبصرية فيدرك أنه مختلف عن الآخرين من حوله، وهذه اللحظة تكون لحظة عصيبة في حياته، وفي حياة الأسرة كلها، ولا يستطيع الإنسان أن يصف ويتصور أي شعور من الحزن والأسى ينتاب هذا الطفل عند هذه اللحظة. وهو ما يتطلب تنبيه الوالدين، ومن يقوم برعاية وتأهيل هؤلاء الأطفال لهذه اللحظة، حتى يمكنهم مساعدة الطفل على اجتياز الصدمة.

*ينتاب بعض الأطفال (الصم – المكفوفون) بعض الثورات الانفعالية والغضب عندما يريدون التعبير عما يجول في نفوسهم من مشاعر، ورغبات. ولكن افتقادهم للغة, ولطرق التواصل في السنوات الأولى من العمر يقف حائلاً دون تحقيق تلك الرغبة، الأمر الذي يصيبهم في النهاية بالإحباط والغضب. فيقومون بالإطاحة بالأشياء التي من حولهم، وربما يضربون رؤوسهم في الحائط أو الأرض، أو يقومون بقضم اياديهم وإيذاء انفسهم جسمياً. لذلك فعلى المحيطين بالطفل تفهم الأسباب المؤدية إلى مثل هذه السلوكيات والانفعالات، والعمل على التخفيف من حدتها ما امكن.

*بعض الأطفال الصم المكفوفين في بداية عمرهم وقبل حصولهم على التدريب يقومون بأداء حركات عشوائية بلا معنى أو هدف مثل قيام البعض بإمالة رأسه أو جسمه وهو جالس يميناً ويساراً مثل حركة بندول الساعة، أو يقوم بتحريك يديه بحركات مفاجئة بلا هدف تشبه حركات التشنج وأحياناً يظل جالساً في مكانه ساكناً لا يتحرك لمدة طويلة دون أن يبدي أي اهتمام بما يدور حوله، وهذه السلوكيات نتيجة التجاهل شبه التام الذي يعاني منه الطفل ممن حوله، وتأخر تدريبه على يد الأخصائيين في سن مبكرة .

*يظل الأصم الكفيف ملتصقاً بأمه طوال الوقت خلال سنوات عمره الأولى، ويعتمد عليها اعتماداً كبيراً في كل شؤون حياته. وعادة ما تقوم الأم أو المحيطين به بحمله بين ذراعيهم طوال الوقت لحمايته؛ مما يؤدي لتأخر تدريبه على الوقوف والمشي والحركة, وبالتالي حدوث تأخر في جميع جوانب نموه الأخرى.

*يميل الطفل الأصم الكفيف إلى استخدام الألعاب الجسمية التي تعتمد على التلامس وعلى الحركات المتكررة.

*يميل الطفل الأصم الكفيف إلى التمركز حول الذات نتيجة عدم قدرته على التواصل مع الآخرين، مما يعرضه للتجاهل من قبل الآخرين. وإذ يشعر بالنبذ والإهمال يلجأ إلى سياسة الرفض والعناد وعدم الاستجابة للآخرين، ومقاومة أية تغيرات على الأنماط السلوكية التي تعود عليها .

سادساً- ارشادات مقترحة للتعامل مع الصم - المكفوفين:

-     افتح له المجال كي يعرف انك قريب منه من خلال اللمس اللطيف.

-     في كل مرة تقابله, عرفه بنفسك من خلال اشارة خاصة.

-     احترمه, واعطه وقتاً للاستجابة, ودعه يفكر بنفسه.

-     دعه يعرف انك ستغادر الغرفة.

-     خذ الوقت اللازم اثناء المشي مع معوق, لأنه من السهل العودة إلى التوازن والتكيف مع المصادفات في الممر عندما تكون السرعة متدنية وثابتة.

سابعاً- أساليب تعليم الصم المكفوفين :

إن الهدف العام الذي يتوخى تحقيقه من تعليم الصم المكفوفين لا يختلف من حيث المبدأ عن هدف التعليم بوجه عام وهو مساعدة المتعلمين على تحقيق أقصى ما تسمح به قدراتهم. ومن الأساليب التعليمية الأكثر استخداماً مع الصم المكفوفين:

*تشجيع الأطفال الصم المكفوفين على تأدية الأنشطة الحركية التي تهدف إلى حثهم على التفاعل مع بيئتهم .

*استخدام أساليب تعديل السلوك لخفض المظاهر السلوكية غير التكيفية مثل التعزيز اللمسي والمادي .

*تحرير الطفل من عزلته الجسمية. وذلك بتطوير النمو الحركي لديه وتعريفه بجسمه. فمن خلال الزحف والمشي والقفز يبدأ الطفل بفصل ذاته عن الأشياء من حوله ويبدأ يدرك أن هناك أشياء من حوله لها خصائصها.

ثامناً- التحديات التعليمية التي تواجه الصم المكفوفين

يواجه برنامج تربية وتعليم الأطفال (الصم – المكفوفين) العديد من التحديات التعليمية التي يمكن ذكرها في النقاط التالية :

  • بسبب تعدد مستويات فقدان السمع والرؤية لدى الأطفال الصم المكفوفين, تتعدد البرامج التأهيلية الخاصة بهؤلاء الأطفال، مما يعني أن التأهيل سيعتمد على التعليم الفردي وفقا لخصائص كل حالة على حده .
  • يحتاج برنامج التأهيل الخاص بالأطفال (الصم – المكفوفين) إلى وجود فريق عمل متخصص يجمع بين المعلم, والطبيب, والأخصائي النفسي والاجتماعي, وأخصائي التأهيل الحركي, ومرافق الطفل, بالإضافة إلى الوالدين. ووجود كل هؤلاء الأشخاص يحتم ضرورة وجود تنسيق فيما بينهم وهذا ما يجعل برنامج التأهيل شديد الصعوبة.
  • ندرة وجود المعلمين أو المتخصصين المؤهلين للقيام برعاية وتعليم الصم المكفوفين، نظراً لعدم وجود برامج تعليمية متخصصة على مستوى الدول العربية لإعداد هؤلاء المتخصصين.

خاتمة:

كم هو امر مؤلم ان يكون في بيوتنا أحد هؤلاء (الصم- المكفوفين). وكم هو أمر مؤلم ان تسمع تذمّر المؤمنين من هذا الأمر. إن الله يتفهم التساؤل ولكن كيف له ان يتفهم تذمرنا.

علينا ان ندرك ان الله صالح في كل طرقه. وان هذه الأمور لم تكن من ترتيب الله للإنسان, ولكن الخطية التي سقط تحتها الجنس البشري هي التي شوهت كل شيء في حياته وفي علاقاته.

وعلينا ان نفهم أن (لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللَّهِ فِيهِ). فنقوم بما علينا تجاهه, خاصة وان المسيح مات على الصليب من اجل هذا ايضاً. ومتذكرين في كل الصعوبات قول رسول الجهاد الكبير: (أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي).