ذوي الاحتياجات الخاصة
تسجيل

كف البصر

مقدمة:

يعتقد الكثيرون أن إعطاء الله طفلاً كفيفاً لهم ما هو إلا عقاب على ذنوب قد ارتكبوها في حق الله، ولكن الحقيقة أن ما يعتقده الناس شيء, وما يقوله الكتاب المقدس شيء آخر. سأل التلاميذ المسيح عن مولود أعمى منذ ولادته قائلين:(«يَا مُعَلِّمُ مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟»; أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللَّهِ فِيهِ.) يوحنا9: 2-3.

.

 

إن المنطق العقلي يحتم علينا انه إذا كان الرب قد أعطانا طفلاً كفيفاً أن نتعرف معاً على الأسباب الفعلية التي أدت إلى كف البصر، وبالتالي السعي إلى علاج المشكلة.

أولاً- أسباب كف البصر.

1. الزيروفتالميا (xerophtalmia). العينان الجافتان, أو العمى الغذائي.

وهو أكثر الأسباب شيوعاً لفقد البصر لدى الأطفال، وينتشر بوجه خاص في قارتي آسيا وأفريقيا، ويحدث عندما لا يأخذ الطفل كفايته من الفيتامين (أ) والذي يوجد في العديد من الأطعمة مثل الحليب ومشتقاته. واللحوم بأنواعها. والبيض. كما يوجد في العديد من الخضروات والفواكه مثل الجزر والخضر الليفية داكنة اللون والخضر الصفراء والحمراء والبرتقالية والقرع.

كما يكون أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين لا يرضعوا الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم.

2. السيلان في عين الطفل الوليد: وتصل العدوى من الطفل إلى أمه عند الولادة، حيث تحمر العينان وتتورم وتمتلئ قيحاً.

3. الحصبة: يمكن إصابة سطح العين بالتلف، وهي من الأسباب الشائعة لكف البصر وخصوصاً في أفريقيا وعند الأطفال سيئين التغذية.

4. تلف الدماغ: ويسبب كف البصر إذا ترافق مع شلل دماغي أو إعاقات أخرى، ويحدث تلف الدماغ قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها، ومن الأسباب الحصبة الألمانية أثناء الحمل، تأخر بدء التنفس عند الولادة، التهاب السحايا.

5. التراخوما: trachoma وتسمى بالرمد الحُبيبي.

ويعتبر أكثر الأسباب التي يمكن تجنب حدوثها بسهولة، وقد يستمر لأشهر أو لسنوات، وإذا لم يعالج مبكراً قد يؤدي إلى فقد البصر، ويرجع إلى اللمس أو الذباب وبالتالي فان الحرص على نظافة العين وإبعاد الذباب عنها عامل أساسي في الوقاية من ذلك المرض.

6. الحوادث والعاب الأطفال: في كثير من الأحيان قد يحدث فقد البصر نتيجة الحوادث والإصابات الناجمة عن لعب الأطفال مثل الألعاب النارية وغيرها.

7. الأدوية والعلاجات المنزلية.

ثانياً- درجات الرؤية

يمكن أن نقول أن هناك أربعة مظاهر للرؤية لدى البشر وهي:

1. الإبصار الطبيعي: وهو الحالة التي نرى فيها كل شيء بوضوح تام، سواء كنا بدون نظارة أو بنظارة طبية تلك التي قد نحتاج لها كعاديين بعد سن الأربعين.

2. الكف الجزئي: وفيه لا يرى الإنسان سوى أشكال كبيرة (خيالات) دون تمييزها.

3. تمييز مصدر الضوء: وفيه لا يستطيع الإنسان أن يرى أي شيء، ولكنه يستطيع بصعوبة أن يميز اتجاه الضوء أي مصدر الضوء والظلام، وهنا لا يرى الضوء ولكنه يشعر بوجوده، ويمكن أن تفهم ذلك بمثال قريب إذا أغمضت عينيك وأضئت كشافاً أمامها فانك سوف تشعر بضوء ولكن لن تراه.

4. الكف الكلي: وهو الحالة التي لا يرى فيها الإنسان أي شيء، لا ضوء ولا مصدر له ولا خيالات، وتكون فيها الرؤية سوداء تماماً حتى ولو كان الضوء مسلطاً على العين، وتعتبر تلك الحالة هي أكثر الحالات حدة في كف البصر.

ثالثاً- طرق فحص بصر الطفل خلال الأشهر الأولى من الميلاد:

علينا أولاً أن نلاحظ هل الطفل يتابع ببصره الأشياء، يبتسم في وجه الأم، يستجيب للضوء. ويمكن أن نختبر سلامة بصر الرضيع من 3 شهور فما فوق، من خلال الطرق التالية:

1. نعلق شيء ساطع اللون أو براقاً أمام وجه الطفل ونحركه من جانب لجانب، ونلاحظ هل الطفل يتابعها بعينيه أم لا.

2. إذا كان الطفل لا يتابعه يمكننا في غرفة معتمة أن نضيء شمعة أو كشافاً ونرى هل الطفل يتجه نحوها أم لا، ونكرر ذلك مرتين أو ثلاثة، في حالة عدم متابعة الطفل قد يكون ذلك مؤشراً على كف البصر.

3. يمكن في حالات السنوات الأكبر أربع سنوات فما فوق أن نستدل على ضعف نظر الطفل وقياس نظره، في حالة ضعف الرؤية، ويمكن أن يكون هناك زيارة للطبيب في حالة الشك في أي شيء.

خلاصة القول: بالرغم من شعور الأسرة بالكارثة عندما يرزقها الله بطفل كفيف، إلا أن الأهم من ذلك هو التأكيد على أن فقد البصر لا يعد مشكلة، وإنما المشكلة الأكبر هي فقد البصيرة، فالطفل الكفيف الذي نربيه تربية نفسية سليمة دون الشعور بالعجز، يعد أفضل من طفل مبصر لم يتم تنشئته نفسياً بشكل جيد، والرب يجعل لنا جميعاً بصر سليم وبصيرة حكيمة.