"مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ." (1يوحنا2: 4)
إن المعرفة الحقيقية بالرب لا تبنى على الاعتراف الشفهي فقط, بل على السلوك الروحي الذي يليق بالرب والطاعة الكاملة لكلمته. لقد واجه الرسول بولس أناس يشبهون إلى حدّ بعيد ما تعانيه المسيحيّة اليوم من أشخاص يدّعون معرفة الله وهم بعيدين عنه بسلوكهم وغير طائعين لكلمته. ولذلك يصفهم قائلا: "يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلَكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ." (تيطس1: 16)
فاليوم يدعي الكثير من الناس أنهم يعرفون الله وأنهم مولودون ثانية، فكيف نعرف إن كان ما يقولونه حقا؟ لن نعرف على وجه اليقين في هذه الحياة، ولكن نظرة واحدة إلى أسلوب حياتهم، تكشف لنا عما هو عزيز لديهم، وعما إذا كانت حياتهم تدور في فلك أولويات الملكوت.
قد يحاول الإنسان أن يغطي عجزه الروحي ونقصه بالتستّر وراء بعض الأعمال الصالحة من حين إلى آخر أو ممارسة الشعائر الدينية.
ولكن ما يحتاجه كل إنسان أولاً هو نعمة المسيح المخلصة القادرة أن تغيّره وتكمّله وتجعله مقبولاً أمام عرش الله المجيد, ليحيا فيما بعد حسب قصد الله في حياته ويسلك في نور وصايا الرب وكلمته المقدسة. فإن طاعة وصايا الرب في كل جوانب الحياة هي أساس حياة الإيمان الصحيح وهي وراء كل عمل صالح ومقبول لدى الله. لذلك علينا كمؤمنين أن نسلك بحسب الدعوة التي دعينا إليها بطاعة ووفاء للرب الذي أحبنا، شاهدين بحياتنا وسلوكنا عن شركتنا معه.
"مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً." (1يوحنا2: 6).
.