قراءة اليوم
قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». متى 21: 33-41
عندما كان الرب يسوع في الهيكل وضرَبَ لهم هذا المثل عن الكرّامين الأشرار، وجّه في نهاية المثل سؤالاً للسامعين من رؤساء الكهنة والشيوخ وبقية الشعب قائلاً: " فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟». فأجابوه على الفور وبدون أدنى تردد، باعتبارهم العارفين والمفسّرين والقادة: أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا
هم المعلمين الذين يلجأ إليهم طالبوا المعرفة ليرشدوهم، هم من يَعْرِفُونَ أَنْ يمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، هم فقط المؤهلين باعتقادهم، والبقية قالوا عنها: مَلْعُونٌ هذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ
هؤلاء بإجابتهم، قد حكموا على أنفسهم، وأدركوا متأخرين " أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ". حكموا بأنهم أردياء وأن الْكَرَّامِ يُهلكهم هلاكاً ردياً ويسّلم الكرم الى آخرين
من المدهش أننا ندين نواقصنا وأفكارنا الغبية في الآخرين دون أن يّرف لنا جفن بأنها تخصنا
عندما أتى ناثان النبي، الى الملك داود (2صم: 12) بعد فِعلَته مع امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ. سرد له قصة عن الغني الذي عفا أن يأخذ واحدة من غنمه أو بقره الكثير جداً، ليقدمها إلى ضيفه. فأخذ النَعْجَةٌ الوحيدة التي اقْتَنَاهَا جاره الفقير وَالتي رَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعًا، وقدمها لضيفه. عندما وصل النبي بقصته الى هذه النهاية قيل عن داود
وهنا حَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». فقال له ناثان: أنت هو الرجل أيها الملك داود، أنت هو الرجل، عندها فقط زالت القشور من عينيه وأدرك ذنبه وخطيته العظيمة
يا ليت الرب يفتح عيون أذهاننا لكي نميز أنفسنا ونفحص ذواتنا بتمعن، ونحكم على أنفسنا وعلى أفعالنا ونتذكر دوماً كلام الكتاب: "من يظن انه قائم، فلينظر ان لا يسقط"
صلاة اليوم
امتحني يا الله، اختبرني يا الله، اعرف أفكاري لأنه ليس بشيء خاف عنك، يا رب أنت من يعلم سرائر القلوب ونيّات الأفعال، وأنت وحدك من يطّهر ويشفي من كل زيف وخداع ويقدّس إلى التمام. لك المجد الى أبد الآبدين
فاديا يعقوب