تمييز الأزمنة
" 13 مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلَّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " (تيطس 2: 13)
في الكتاب المقدس كثيرا ما نرى في آية واحدة يحدثنا الوحي عن حدثين منفصلين تاريخياً يفصل بينهما سنوات عديدة قد تصل الى مئات السنوات وهذا ما يسميه عارفوا الكتاب المقدس بالفجوة الزمنية.
فمثلاً في اشعياء 61 يقول الوحي:
" لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامِ لإلهنا " فبين السنة المقبولة التي أتى فيها الرب يسوع المسيح ونادى بالتوبة ومغفرة الخطايا والتي رفعها على الصليب و بين يوم الانتقام هناك فاصل زمني مدته على الأقل 2000 سنة، فالباب ما زال مفتوحاً من مجيء المسيح ولغاية الآن، ولا زال الرب يضم الى الكنيسة الذين يخلصون. ولكن سيأتي اليوم الذي فيه سيُغلق الباب وعندها سيبدأ يوم الانتقام.
وهنا في هذه الآية من تيطس 2 والعدد 13 أيضاً يحدثنا الوحي عن حدثين يفصل بينهما على الأقل 7 سنوات، (الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال، دا 9 : 24-27 ) .
الحدث الأول : مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ :
إن رجاءنا هو شخص المسيح نفسه، فالعروس ( الكنيسة) تنتظر عريسها ليأتي ويأخذها الى بيت الآب وهذا الحدث يسمى بالاختطاف . حسب 1 تسالونيكي 4: والآية 16-17
" 16 لأَنَّ الرَّبِّ نَفْسَهُ بِهتَافٍ بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلائِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحَ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً."
" 17 ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ."
- هذا الحدث هو أقرب حدث تنتظره الكنيسة اليوم ولا تسبقه أية علامات، سيكون مجيء بهتاف وسيكون سري حسب 1 کو 15 :51-52
" 51 هُوَذَا سِرِّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لا نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52 في لَحْظَةٍ في طَرْفَةِ عَيْنٍ عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ."
أيضا في يوحنا 14 : 3
"3 وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا "
رؤيا 22 : 17
"17 وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولان: «تَعَالَ!». وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: «تَعَالَ!»."
- في الاختطاف: المسيح يجيء الى الهواء: 1 تس 4 : 17
" 17 ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ
كُلِّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ."
- في الاختطاف المسيح يأتي لأجل قديسيه لأجل كنيسته، يوحنا 14 : 3
" 3 وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا"
وأيضاً بحسب 1 تس 4: 16-17
16 لأَنَّ الرَّبِّ نَفْسَهُ بِهتَافٍ بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلائِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَمْوَاتُ فِي
الْمَسِيحَ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً".
" 17 ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ
كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ."
- الاختطاف هو سر: أي حقيقة غير معروفة في أزمنة العهد القديم: بحسب 1کو 15: 51
" 51 هُوَذَا سِرِّ أَقُولُهُ لَكُمْ لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ "
- الاختطاف هو بركة للمؤمنين: بحسب 1 تس 4 : 18
" 18 لِذلِكَ عَزُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهَذَا الْكَلامِ"
- الاختطاف يعنى بالكنيسة: بحسب 1 تس 4 : 16
"...... وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً."
الحدث الثاني الظهور : "وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلَّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ "
الظهور: أي ظهور ربنا يسوع المسيح بالمجد وسيكون بعد حوالي سبع سنين من الضيقة، والتي تقسم الى قسمين: مبتدئ الأوجاع والضيقة العظيمة.
وهذا الأسبوع هو الأسبوع الأخير في أسابيع دانيال 9: 24-27
" .... 27 وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أَسْبُوعِ وَاحِدٍ، وَفي وَسَطِ الأَسْبُوعِ يُبَطّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ "
هذه الضيقة التي سماها الكتاب ضيقة يعقوب وهي تخص شعب إسرائيل. ارميا 30 : 7
" 7 : آه لأنَّ ذلِكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ وَلَيْسَ مِثْلُهُ. وَهُوَ وَقْتُ ضيق عَلَى يَعْقُوبَ، وَلَكِنَّهُ سَيُخَلَّصُ مِنْهُ."
و نحن نعيش حالياً ضمن الفترة المعترضة التي تخص عصر الكنيسة أي بين الأسبوعين 69 و 70 من
أسابيع دانيال.
كما أن مجيء المسيح لكي يملك سيحصل بعد الأسبوع السبعين دا 9: 24
" 24 سَبْعُونَ أَسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا
وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلخَتْم الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ.
اقرأ أيضاً متى 24، 25
- الظهور سيكون علني بعكس الاختطاف: رؤيا 1 : 7
" هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الْأَرْضِ نَعَمْ آمِينَ.
- في الظهور المسيح يأتي مع قديسيه : بحسب 1 تس 3 : 13 ؛
" 13 لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلا لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ، أَمَامَ اللهِ أَبِينَا فِي مَجِيءٍ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِ قِدِّيسِيهِ."
وأيضا بحسب يهوذا 14
" 14 وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ،"
- في الظهور سيأتي الرب يسوع ليدين ويملك، لأنه لا بد أن يملك حتى يوضع أعداءه جميعا تحت قدميه، بحسب 1 کو 15 : 25
" 25 لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ."
أيضاً متى 24 : 30
"30 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلامَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الْأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ
الإِنْسَانِ آتِيَا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ."
- في الظهور المسيح يأتي الى الأرض: بحسب زكريا 14 : 4
" 4 وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُ جَبَلُ الزَّيْتُونِ
مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ."
- إن مجيئه مع قديسيه ستمهد له آيات في السماء: متى 24 : 29-30
29 «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ،
وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ 30 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. "
- الظهور هو للدينونة بحسب 2 تس 2 : 8-12
" 12……... لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.
- الظهور يتناول الشعب القديم بشكل رئيسي ثم الأمم.
الخاتمة : إن الآية في تيطس 2 3 ، تتحدث عن حدثين منفصلين ، لكل منهما سماته و ما يميزه ، فكلمة
الله غنيه ورائعة ومفرداتها دقيقه جدا فلا نملك إلا أن نخشع أمامها ونُجّلها،
" لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا."
الأخت: فاديا يعقوب