"وَسِيمُونُ أَيْضاً نَفْسُهُ آمَنَ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى انْدَهَشَ." (أعمال 8: 13)
عندما آمن بعض الناس في السامرة بكرازة فيلبس واعتمدوا، تظاهر سيمون الساحر أنه آمن، واعتمد، وتبع فيلبس إذ أسرته الآيات التي أجراها. إنما يتبيَّن مما يلي أن سيمون لم يكن قد وُلد ولادة ثانية، فعلى الرغم من أنه اعترف بالإيمان، فإنه لم يكن عنده إيمان. وهكذا فإن الذين يُعلِّمون أن الخلاص بالمعمودية، كيف يجدون حلاً لِما حدث لسيمون؟ فسيمون كان قد اعتمد، ولكنه كان ما يزال في خطاياه!
وتأثر سيمون الساحر تأثرًا عميقًا بحقيقة كون الروح القدس يُعطى عندما يضع الرسل أياديهم على الناس. لم يكن عنده إدراك حقيقي للمضمون الروحي لهذا، ولكنه نظر إلى هذا الأمر على أنه قوة فائقة للطبيعة يمكن أن تخدمه جيدًا في مهنته كساحر. فعرض نقودًا على الرسولين في محاولة لشراء هذه القوة (أعمال 8: 18 - 20). وتدل إجابة الرسول بطرس على أن سيمون لم يتغير حقيقةً، إذ قال له:
(1) «لتكن فضتك معك للهلاك» في حين لا يهلك أي مؤمن حقيقي (يوحنا3: 16).
(2) «ليس لك نصيبٌ ولا قرعة في هذا الأمر» بمعنى أنه لم يكن في الشركة المسيحية.
(3) «قلبك ليس مستقيمًا أمام الله»، وهذا هو الوصف المناسب لشخص لم يحصل على الخلاص.
(4) «أراك في مرارة المُر ورباط الظلم»، وهل يمكن أن تكون هذه الكلمات حقيقية بالنسبة لإنسان أعطاه الله طبيعة جديدة؟
وحثّ بطرس سيمون أن يتوب عن خطيئته العظيمة، وأن يطلب إلى الله عسى أن يغفر له فكر قلبه (خطيئته الشريرة). فكان رد سيمون أن طلب من بطرس أن يكون وسيطاً بينه وبين الله. وهكذا كان سيمون هو الرائد للذين يلجئون إلى الوساطة أو الشفاعة البشرية، لا إلى وساطة الرب نفسه وشفاعته. إن عدم وجود توبة حقيقية من جانب سيمون ظهر في هذه الكلمات «اطلبا أنتما إلى الرب من أجلي لكي لا يأتي عليَّ شيءٌ مما ذكرتُما» (ع24). إنه ليس آسفاً ولا حزيناً على خطاياه، بل هو حزين بسبب العواقب التي ستجلبها عليه خطيئته.
ومن اسم «سيمون» جاءت الكلمة الحديثة «السيمونية» وهي تسمية الذين يتربّحون من الأمور الروحية.
.