"لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَهُ هذَا الشَّعْبُ فِتْنَةً، وَلاَ تَخَافُوا خَوْفَهُ وَلاَ تَرْهَبُوا." (اشعياء 12:8 )
بدأ الرعب يدب في قلب شعب الرب, و صرخات مثل :"الإخوان قادمون" بدأت تملأ سماء مصر وبدأ البعض يتحسر على أوقات ليست ببعيدة ويصرخ باكيا "قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ." وبدأ الخوف يزحف إلى قلوب الأشداء. إذاً ما الفرق بينك و بين ابن الجارية يا ابن الملك؟
عندما بدأت الدعوة للاقتراع على الدستور و تعديله في مصر خرج الكثيرون إلى الكنائس مصلين من أجل "لا" و بدأت الصلوات ترتفع بحرارة الى السماء من أجل هذه اللا !
عذرا يا ابن الملك , من علمك أن تصلي حسب مشيئتك؟ من أخبرك أن نعم أو لا هي الأفضل؟ "مَنْ هذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟" هل هذا هو ما تعلمته من ربنا يسوع المسيح؟ لا أعتقد "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا". أم لعل كلمات مثل " لتكن مشيئتك" أصبحت موضة قديمة و غير صالحة لأحوالنا الآن؟
ما بالك تصلي خائفاً لإيقاف الحروب, وتغيير الحكومات, وتنخرط في ممالك العالم ناسيا انك لست من هذا العالم. ألعله الخوف؟
أه يا أبن الملك.. هل أنت خائف لأنك لا تعرف من سيتسلط عليك؟ إذاً دعني أخبرك "أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَأَنَّهُ يُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ". ولكن العلك خائف من الملك التالي؟
لقد خدم دانيال تحت نبوخذ نصر الكلداني و نجح, و خدم تحت داريوس المادي و نجح, وخدم تحت كورش الفارسي و نجح ايضا. ثلاث ممالك تغيرت و دانيال لم يتغير و لم يهتم من هو الملك التالي لأنه كان عالما أن الله هو الذي "َ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالأَزْمِنَةَ. يَعْزِلُ مُلُوكًا وَيُنَصِّبُ مُلُوكًا."
لكن السؤال هل تعلم أنت يا ابن الملك هذا؟
"هُنَاكَ خَافُوا خَوْفًا، وَلَمْ يَكُنْ خَوْفٌ، لأَنَّ اللهَ قَدْ بَدَّدَ عِظَامَ مُحَاصِرِكَ". (مز 53)
بقلم فادي يعقوب
.