أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ (مزمور 41 :9)
جلس السيد المسيح مع تلاميذه يأكل معهم و يعلن الحقيقة الحزينة: "إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي" ! ماذا؟. حلت الدهشة على التلاميذ ولا اعتقد انهم فهموا تماما ما الذي يتحدث عنه الرب, و بدأوا يتساءلون و كل يقول:"هَلْ أَنَا هُوَ يَارَب"؟ و بطرس هذه المرة لم يندفع ويقول كما قال سابقا: "حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَيَكُونُ لَكَ هذَا" بل طلب هذه المرة من يوحنا أن يسال عن شخصية الفاعل. وعندما جاء دور يهوذا ليسأل "هَل ْأَنَا هُو َيَاسَيِّدِي" لم يقل كالأخرين يا رب (كوريوس) بل قال (راباي) أي(معلم او سيد).
كيف لا وهو الذي ذهب بنفسه الى رؤساء اليهود ليعرض عليهم ان يسلم سيده. ""إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ (زكريا 11 :12).
آه كم بثمن بخس سلم ذاك الذي سمع منه كلاما "تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْه" , والثمن الذي أقره رؤساء الكهنة وحسبوا انه كاف ليتسلموا "ملك اسرائيل" ووافق عليه الخائن يهوذا, لا يتعدى ثمن عبد نطحه ثور ""إِنْ نَطَحَ الثَّوْرُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً، يُعْطِي سَيِّدَهُ ثَلاَثِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ،" (خر 32:21).
ما هو الثمن الذي اثمنك اليوم به يا ربي؟
هل كثيرا ما اخرج القذى الذي كان في عين يهوذا و انا لا ارى الخشبة التي في عيني؟
بقلم فادي يعقوب
.