ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنّه للفرح بل للحزن. وأمّا أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام " (عبرانيين 12 : 11).
ما أسعد النهاية للمسيحيين المجربين. إذ لا هدوء أعمق من هذا الذي يأتي بعد العاصفة, ولا شيء أجمل من ضوء الشمس الذي يأتي بعد المطر. اذ بعد تسلق الهضبة الصعبة, نجلس للراحة.
إن أحزاننا تُشبه آثار مرور الباخرة على البحر. حيث تترك أخيراً خطاً فضيّاً من النور. فالمسيحي يقبل أردأ الظروف في هذا العالم لأنها تصبح له أشياء جيدة أخيراً. نعم الحرث مُتعب ولكن جني المحصول أمر مُفرح.
إن كانت أحزان المؤمن تُنتج له بعد ذلك ثمر بر للسلام, فماذا سيكون مقدار الامتلاء الكامل بالفرح في السماء أخيراً ؟.
إن كانت لياليه المظلمة مشرقةً, فماذا ستكون أيام نهاره؟.
إن كان يقدر أن يرنم في السجن, فكم سيكون ترنيمه جميلاً في السماء؟
إن كان يقدر أن يمجد الرب في النار, فكم سيعظمه أمام العرش الأبدي؟
إن كانت كل الأشياء تعمل معاً للخير له الآن, فماذا ستكون خيرات الله الفائضة له بعدئذ ؟
فلنذكر قول الكتاب ونعمل به: "وأمّا الصبر فليكن له عمل تام".
.