"فصلّى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت" (يونان2: 1 ).
لا يوجد مكان في هذا الكون لا يُمكننا فيه أن نصرخ إلى الرب, ولا توجد حالة مهما بلغت النفس فيها من إعياء, لا نستطيع أن ندعو فيها الرب. فيونان من جوف الحوت صرخ إلى الرب, وفي الإعياء الشديد تعلّق بالرب "دعوت من ضيقي الرب ,فاستجابني" صرخت من جوف الهاوية, فسمعت صوتي.. حين أعيَت فيّ نفسي ذكرت الرب فجاءت إليك صلاتي إلى هيكل قدسك".
ومَن مِن البشر, كان يمكنه أن يسمع صرخات إنسان محبوس في جوف حوت في أعماق البحار؟
وأية وسيلة إنقاذ كان يمكن أن تصل لشخص تُحيط به المياه من كل جانب, ويلتف عُشب البحر برأسه حتّى كاد يختنق ؟
كان يونان في إعياء شديد جسمانياً ونفسياً وكان ضميره مُثقل بالإحساس بالذنب, وكانت نفسه حزينة مُكتئبة في ضيق وغم, لكنه صرخ إلى الرب واتجه إلى السيد.
ومَن سواه يسمع؟ ومَن غيره يُنقذ؟
لأن "عينا الرب نحو الصديقين, وأذناه إلى صُراخهم" (مزمور34: 15 ).
.