الأعمال الصغيرة
" أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ " (رومية 16 :22).
"ترتيوس " اسم لاتيني معناه " الثالث", وكان الرومان يستخدمون الأعداد أحياناً كأسماء أعلام وخاصةً بين العبيد.
وأياً كان ترتيوس لا يهم, هل له مكانة بارزة في المجتمع, أو هو من العبيد. لا يهم. فالله لا يهتم بالفوارق الاجتماعية, فالعبيد والسادة, الأغنياء والفقراء, كلهم أمامه واحد, وفي المسيح يسوع تختفي جميع الفوارق بخصوص قبولهم لدى الله.
وترتيوس هو اسم الشخص المسيحي الذي أملاه الرسول بولس رسالته إلى مؤمني رومية.
لم يكن مبشراً شهيراً, أو معلّماً قديراً, أو خادماً عظيماً في كنيسة الله, لكن عندما احتاج الرسول لِمَن يُمليه الرسالة, قام ترتيوس بالخدمة المطلوبة.
ومع أنّ العمل الذي قام به مُحدد, إلا أنّ أبسط عمل يُقدّم للرب بدوافع نقية ومُخلِصة سيكون له تقديره مع أعظم الأعمال وأمجدها, وستعرفه السماء تمام المعرفة.
وعمل مثل هذا يُشبع قلب الرب يسوع, الذي سيعطي المكافأة في يومٍ قريب كما هو مكتوب "عالمين أنّ تعبكم ليس باطلاً في الرب ".
.