عاصفة مقبلة
" لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ "( متى 24: 21).
قرّر رئيس شركة "غراهام ومارتن للنقل البحري" في سنة 1895 أن يرسل إحدى سفنه الخشبية الضخمة في رحلة جريئة في الشتاء لعبور بحيرة ميشيغان, ولكنه في الصباح الباكر يوم انطلاق الرحلة, ارتعب حين عَلِم أنّ ميزان الضغط الجوي يشير إلى درجة منخفضة جداً, مما يعني أنّ عاصفة عنيفة مقبلة, فأسرع بإرسال برقية للمرفأ في "ميلواكي" آمراً السفينة بعدم الاقلاع, ولكن الامر وصل متأخراً بدقائق معدودة بعد إبحار السفينة.
فيما بعد في ذلك الصباح ضربت العاصفة بكل قوتها كما كان مرتقباً, وخبّطت الامواج السفينة, ورطمتها بجبلٍ من الجليد العائم فغرقت.
بعد مدّة وجدت زجاجة على الشاطئ تحتوي هذه الرسالة: "خسرنا كل شيء, خسرنا القبطان والبحارة, والكل غرقوا وكان الامر مخيفاً للغاية, الساعة الآن هي العاشرة والربع... الوداع ".
إنّ عاصفة دينونة الله المخيفة مقبلة على العصاة والخطاة في هذا العالم, ولكن الانذارات الكتابيّة عن الضيقة العظيمة تبدو وكأنّها غامضة وغير واضحة, وبعيدة عن منطق الكثيرين.
إنّ الاكثرية يعيشون في نسبة معينة من السلام, وتبدو المشاكل والعنف والاضطرابات السائدة في العالم اليوم وكأنّها لا تعنيهم. نراهم مكتفين وراضين عن وضعهم هذا ولا يرون أي ضرورة للاهتمام بما يُسمّى دينونة مقبلة, ولكن غضب الله معلن وسينزل ولا محالة, إنّه سيدين العالم الخاطئ, فيجب على المؤمنين أن يرسلوا الانذار تلو الانذار وذلك قبل فوات الاوان.
نعم, إنّ هناك عاصفة ودينونة مقبلة لا محالة !
.