“حَسَب َقَوْل ِالرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَحَسَب َقَوْل ِالرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ”
لعلك عزيزي يا من تقرأ هذه السطور الان, احد اولئك الذين يريدون ان يهجروا بلدهم ,اذ كثر الحديث عن الهجرة. و ها نحن كثيرا ما نسمع عن اخوة لنا قدموا طلبات هجرة الى هذا البلد او ذاك. لماذا؟ هل صَارَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ ؟
و الا تظن معي ان الرب لن يهملك و انه قد أمر أَرْمَلَةً أَن ْتَعُولَكَ؟ أم تريد أن ترحل لأنك رفعت عينيك و رأيت بقعة "كَجَنَّةِ الرَّبِّ " فشددت رحالك و ثبتّ وجهك نحوها؟
هل حصل لك مكروه ما هناك!! هل ستاتي و تقص علينا حكايتك الحزينة مبتدءا ب" وَحَدَث َلَمَّا اتَاهَنِي اللهُ مِنْ بَيْتِ ابِي"؟
لماذا تطلب التيهان في برية الحياة منتقلا الى حيث لا تعلم ما سيكون غدك ؟ الا تعلم أنه "مِثْل ُالْعُصْفُور ِالتَّائِهِ مِن ْعُشِّهِ، هكَذَا الرَّجُلُ التَّائِهُ مِنْ مَكَانِهِ"؟
قد قال بوعز لراعوث : "لاَتَذْهَبِي لِتَلْتَقِطِي فِي حَقْل ِآخَرَ, وَأَيْضاً لاَتَبْرَحِي مِن ْهَهُنَا".و انت عزيزي القارئ ان لم تسمع صوته اليك واضحا : اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ, فلا تتحرك!
و ان لم ترتفع السحابة عن بيتك, حتى و ان تمادت فوقه اياما كثيرة كسني غربتك, فلا ترحل!
و لا تخف من اتعاب حياتك اذا لم ترحل, لا من يومك و لا من غدك, لانه هو قال:" إِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ"....
صلاتي لك عزيزي و عزيزتي اليوم ان نتعلم معا ان لا نخطو خطوة واحدة بدون امره, لانه " جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ."
فادي يعقوب
.