ازدادت المنابر, وتلون الخُدّام, وكَثُرت الانحرافات عن الحق الكتابي. هذه رسالة لمن يقول انه خادم المسيح ليخدم نفسه, انها تساؤلات بحاجة لإجابة
كيف يبشِّر الإنسان بالخلاص وهو لم يختبره، كيف ينادي بالملكوت وهو لم يذقه، كيف يشهد للمسيح وهو لم يشاهده، بل كيف يستحث النفوس على التغيير عن شكل العالم وهو لا يزال يحمل شكله، بل كيف يدعو للولادة من فوق وهو لم يَجُز مخاضها؟
خطرٌ هو الاشتغال باسم المسيح اكتفاءً بالاسم والشكل واللقب. المنبر في محنة لأن الذين ينادون من فوقه لم ينادِهم الله ولا هم سمعوا صوته. إنه مرعب أن يحمل الخادم مسئولية شعب وهو لا يزيد عن واحد من أفراده، كيف ينطق بالحق وهو لا يعيشه؟
إذا وقف الخادم، أي خادم، ليعظ على المنبر كيف يبلِّغ الناس رسالة المسيح إن لم يكن له خبرة الرسالة:» الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا «(1يو 4:1).
يتحتم على الخادم أن يدرك ويثق ويؤمن أنه يخدم النور، والذي يخدم النور ومصباحُه الداخلي مُطفأ يصير منارة بلا نور، ومنادياً بلا صوت. الخادم الذي يتأفف ويتعالى على غسل الأرجل لا يأتمنه المسيح على خدمة بيته:
» فلمَّا كان قد غسل أرجُلهم وأخذ ثيابه واتكأ أيضاً، قال لهم: أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ أنتم تَدْعُونَني معلِّماً وسيِّداً، وحسناً تقولون، لأني أنا كذلك. فإن كُنت وأنا السيد والمعلِّم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالاً، حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً. الحق الحق أقول لكم: إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله. إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه. «(يو 13: 12-17)
عزيزي القارئ إن هذا التعليم العملي الفائق القيمة هو لك. الم يكن هكذا الرسل:» فإننا لسنا نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع رباً ولكن بأنفسنا عبيداً لكم من أجل يسوع «(2كو 5:4)
.