أَيُّهَاالأَحِبَّاءُ،الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ،وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ،لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ ( 1يوحنا3: 2)
ان اجسادنا الحاضرة ليست ابدية, وهي مصنوعة من هذه الخليقة بشكل يناسب الحياة على الأرض, ولكن اجسادنا المستقبلة الممجدة لن تكون من هذه الخليقة (عبرانيين9: 11) اذ ستُصنع بالشكل الذي يناسب الحياة في السماء. (الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَل ِاسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ) فيلبي 3: 21.
يوصف جسد المؤمن المستقبلي بانه ابدي (2كورنثوس5: 1), ومعنى ذلك انه لن يكون خاضعا للمرض او التلف او الموت, بل قادر على الحياة الى الابد. ويوصف أيضا بانه روحي (يُزْرَعُ جِسْماً حَيَوَانِيّاً وَيُقَامُ جِسْماً رُوحَانِيّاً. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ.) 1كورنثوس15: 44. فكما لبسنا صورة الحيواني بشكل مؤقت, سنلبس صورة السماوي ولكن بشكل ابدي, لا يتغير. اي سنلبس الجسم المجرد عن الشهوات الحيوانية والاهواء العالمية, جسماً طاهراً نقياً قابلاً للتمتع بجميع الأفراح السماوية والمباهج الروحية, مع الروح المفتداة بدم المسيح.
ان هذا الجسد الممجد لا يأخذه المؤمن لحظة رقاده, لكن لحظة عودة المسيح لاختطاف الكنيسة اذ قيل (نكون مثله). وطبعا هذا لا يعني اننا من حيث الشكل نكون نسخة طبق الأصل عن المسيح, لأن الرب يسوع سيكون له مظهره الخارجي الخاص به, كما انه سيحمل اثار جروح الجلجثة طوال الأبدية (يوحنا20: 27). اما نحن فنكون مثله من الناحية الأدبية بلا خطية (عبرانيين9: 28), ولنا معرفة عظيمة (الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.) اكورنثوس13: 12. ومن الناحية الجسدية بجسم ممجد لا يعرف الموت.
وأيضا لكل واحد في هذه الأجساد هويته التي تميزه بين ملايين المؤمنين. وهذا يعني انه في السماء لن يكون لاحدنا أي عيب في جسمه, ولن يكون هناك كبيرا او صغيرا بل جميعنا لنا مظهر واحد يعبر عن القوة والمجد وواحدنا يعرف الاخر.
وبما ان السماء ليست مكانا للزواج والتناسل والطعام والشراب (لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ) رومية 14: 17, فهناك لن يكون ذكر او انثى. بمعنى انه لن يكون هناك تمييز بين المؤمنين قائم على الجنس. أي سنكون مثل الملائكة لا جنس (لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ) متى22: 30.
ومن المهم ان ندرك اننا في السماء سننسى كل ما يتعلق بالأمور الأرضية من ذكريات, لان هذا ان لم يحصل سيجعلنا نتألم كل الأبدية على أحبائنا الذين مضوا الى الجحيم, او بسبب خطاينا, او اعمالنا التي لا تليق. وهذا عكس الأشرار الذين ذهبوا الى الجحيم اذ سيكون هناك كل شيء امام عيونهم ليتألموا بسبب ماضيهم وعلاقاتهم كل الأبدية (لوقا16: 31).
اما كيف سيحصل هذا التغيير العجيب فهو بحسب قول الكتاب (إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ،لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ), فنظرة واحدة للمسيح في الأبدية كفيلة بتحقيق هذا. (بِحَسَبِ عَمَل ِاسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلّ َشَيْءٍ) فيلبي 3: 21.
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب
.