العذاب والفرح في قصة الغني ولعازر ( لوقا16: 19- 31.)
يدهشنا مدى سعة اطلاع هذا الغني ومقدار معرفته وهو في مكان العذاب. لقد رأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه (مكان الكرامة). كما كان بإمكانه التحدث أيضا الى إبراهيم وناداه يا ابي إبراهيم, وتوسل اليه بان يرحمه ويسمح للعازر بان يحضر له نقطة ماء ليبرد لسانه. وفي كلامه نوعا من الغطرسة اذ مازال ينظر الى لعازر نظرة من يخدم أشخاصا مثله. وأيضا كان بإمكانه ان يرى واقع اخوته المرير ولأول مرة رأى مصيرهم الصعب فتألم لأجلهم. ومرة ثانية يقترح ارسال لعازر لإنقاذهم لان العظمة مازالت مسيطرة على كيانه!!
والعجيب في كل هذه القصة صمت لعازر!!
وبناء عليه نستطيع ان نستنتج عدة أمور تتعلق بالعذاب في الجحيم, والفرح في الفردوس.
العذاب في الجحيم, يتضمن:
1) معرفة تشمل الأقارب في الأرض, وهذا بحد ذاته يسبب الألم الشديد لأن من هم عزيزون على انفس من هم في الجحيم ينتظرهم دينونة رهيبة وهم غير قادرون على مد يد المساعدة لهم.
2)قدرة على رؤية الذين اساؤوا اليهم في الأرض وهم الان يتنعمون في الفردوس, مما يشعرهم بالغيظ الشديد.
3)الشعور بالألم نتيجة اللهيب الموجود في الجحيم.
4)الشعور بالعطش, وهذا امر غريب على الروح التي لا تحتاج للماء لتبقى على قيد الحياة. وربما هذا الشعور ناتج عن الألم الذي تسببه النيران, وربما عن امر آخر لسنا الان نعلم ما هو لان الكتاب لم يتكلم كثيرا عن عالم الروح.
5)عذاب الضمير الذي سيبقى يؤنب الخاطئ كل الأبدية.
6) التيقن بانه لا مفر من هذا العذاب وانه لا وسيلة للنجاة منه, مما يعدم الرجاء لديه ويفاقم المه.
الفرح في الفردوس يتضمن:
1)عدم رؤية الأقارب والأصدقاء وما يدور حولهم في الأرض من شر, وهذا يساعد المؤمن على الاستمتاع بفرحه وهو في الفردوس. ( لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً. وَلَكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ.) في1: 23-24.
2)عدم رؤية من هم في الجحيم ولا الالتفات اليهم وهذا ما نراه في موقف لعازر وكأنّ القصة تدور في مكان اخر. وهذا امر مريح للمؤمنين لانهم لن يروا احباءهم الذين لم يؤمنوا وهم يتعذبون.
3)الاستمتاع بسلام غريب لم يختبره المؤمن ابدا في كل حياته على الأرض, وهو نبع فرحه في الفردوس (رومية 14: 17)
4)رؤية الرب يسوع في الفردوس وهذا ما نراه في قصة الصلب عندما قال الرب يسوع المسيح للص المصلوب معه (اليوم تكون معي في الفردوس). فالذي عشنا لأجله, ومع اننا لم نراه احببناه هناك سنراه بعيون الروح, ونتفرس في جماله ومجده.
5)رؤية الملائكة الابرار الذين قرأنا عنهم الكثير في الكتاب المقدس والذين قيل عنهم (أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!)
6)انتظار الجسد الممجد الذي سيناله المؤمن لحظة اختطاف الكنيسة, والذي به سينقل للسكنى في بيت الاب (يوحنا14: 2)
بقلم خادم الرب نبيل سمعان يعقوب
.