دبورة القاضية في شعب اسرائيل, ليست القسيسة في كنيسة المسيح!
يعتقد البعض ان قصة دبوره في العهد القديم هي دليلاً على إعطاء الكتاب المقدس الدور القيادي للمرأة كما للرجل في الكنيسة. ولكن مثل هذا الاعتقاد يجافي الحقيقة, فالكتاب المقدس واضح بالقول ان الرجل رأس المرأة وان الدور القيادي له وليس لها. ومن الغريب ان قصة دبورة التي تمشي مع هذه الحقيقة يستخدمها البعض ليعكس تعليم الرب ويناقضه.
القصة تقول ان دبورة هي امرأة نبية وقاضية لشعب إسرائيل, وقد أقامها الله كقاضية, بسبب فساد الشعب. ونقرأ قصتها في سفر القضاة اصحاح 4, 5.
تقول القصة ان دبورة قالت (لباراق) رئيس جيش إسرائيل: الله يأمرك ان تذهب الى جبل تابور وهناك سيستدرج (سيسرا) قائد جيش (يابين) عدو إسرائيل, لكي تلاقيه, وتظفر به. (قض4: 6-7).
(فَقَالَ لَهَا بَارَاقُ: «إِنْ ذَهَبْتِ مَعِي أَذْهَبْ, وَإِنْ لَمْ تَذْهَبِي مَعِي فَلاَ أَذْهَبُ» فَقَالَتْ: «إِنِّي أَذْهَبُ مَعَكَ, غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ سَائِرٌ فِيهَا. لأَنَّ الرَّبَّ يَبِيعُ سِيسَرَا بِيَدِ امْرَأَةٍ». فَقَامَتْ دَبُورَةُ وَذَهَبَتْ مَعَ بَارَاقَ إِلَى قَادِشَ.) قض4: 8-9.
وهذا الكلام يعني باختصار ان الله سيسحب منك الفخر في هذا الانتصار, او سيهينك الرب عندما تقتل احدى نساء إسرائيل القائد (سيسرا) !!
قارن (52 فَجَاءَ أَبِيمَالِكُ إِلَى الْبُرْجِ وَحَارَبَهُ, وَاقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْبُرْجِ لِيُحْرِقَهُ بِالنَّارِ. 53 فَطَرَحَتِ امْرَأَةٌ قِطْعَةَ رَحىً عَلَى رَأْسِ أَبِيمَالِكَ فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَهُ. 54 فَدَعَا حَالاً الْغُلاَمَ حَامِلَ عُدَّتِهِ وَقَالَ لَهُ: «اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي, لِئَلاَّ يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ». فَطَعَنَهُ الْغُلاَمُ فَمَاتَ.)قض9.
فإذاً عندما ينسحب الرجل من دوره, يهينه الله, وذلك بان يكلف امرأة للقيام بعمله. وهذا ما حدث في وسط شعب إسرائيل عندما لم يوجد بسبب الخطية من يقضي للشعب, فأقام الله دبورة لإهانة شعب إسرائيل (خُذل الحكام في اسرائيل. خُذلوا حتى قمت انا دبورة. قمت أمّاً في اسرائيل.) قض5: 7. وعندما انسحب (باراق) من دوره القيادي اذ قال لدبورة (ان لم تذهبي معي فلا اذهب) أي ان لم تذهبي معي, ليس كمقاتلة فهو لا يحتاج لمقاتلين, ولكن كقائدة, فلن اذهب. أهانه الرب بان جعل امرأة تقتل قائد جيش عدوه.
وهكذا في كنيسة المسيح كل من ينادي برسامة المرأة في الكنيسة, او إعطائها الدور القيادي بناء على قصة دبورة النبية, فإنما هو يضع نفسه في موضع (باراق) الذي اهانه الرب بامرأة, عملت ما كان ينبغي ان يعمله.
خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب
.