هل شعارك كمسيحي هو " إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"؟ وانا هنا أتكلم ليس عن سياسة، او افراح العالم، بل عن امتداد ملكوت الله.
لو كان هذا هو شعار مؤمني الكنيسة الأولى الذين كانوا ينادون بالخلاص للأمم، لكانت مصيبة. فكيف يمتد ملكوت الله دون كلام؟ و كيف "فَتَنُوا الْمَسْكُونَةَ" لو لم يكن شعارهم "لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا."؟
كان إرميا يحذر الشعب مرارا وتكرارا لأن هذا الشعب قد زاغ عن الرب، ومهما حاول ما نابه منهم الا الاذية والاستهزاء. عندها قرر أن يصمت عن اعلان كلام الرب قائلا في نفسه «لاَ أَذْكُرُهُ وَلاَ أَنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ». ولكن هل تظن عزيزي القارئ انه استطاع كبت روح الله فيه؟ قد كان في قلبه كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ، فلم يستطع الإمساك.
آه لو كانت غيرتك لإعلان مجد الله تريد أن تخرج من فمك كما ينفث البركان حممه فيشق الأرض. لوكنت تشعر عزيزي القارئ كما شعر أليهو حين أراد إعلان بر الله لأيوب وأصحابه فكانت بطنه كَخَمْرٍ لَمْ تُفْتَحْ. كَالزِّقَاقِ الْجَدِيدَةِ يَكَادُ يَنْشَقُّ لفتحت باب بيتك وخرجت صارخا: توبوا! هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ .
فادي سمعان يعقوب
.