أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى (1 كو 9: 25)
أقامهم ليكونوا صَيَّادَيِ النَّاسِ، وأعطاهم كل الأدوات اللازمة ليمسكوا سَمَكًا كَثِيرًا جِدًّا و من كثرة ما اصطادوا ابتداء من يوم الخمسين صَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ .. إذ اصطادوا دفعة واحدة ثلاثة الاف نفس!
ثم انضم إليهم بولس الذي كان يسير فقط الى الامام غير ناظر خلفه يسعى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ (جائزة) دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ دائسا على كل ما كان يملكه ارضيا وحاسبا اياه نُفَايَةً لكي يربح المسيح!
كيف فعلوا هذا؟
قال أحدهم: " لن تستطيع ان تدوس على العالم بالأسفل ان لم ترى عالما أجمل بالأعلى ". و كل من رأى هذا العالم بِالإِيمَانِ .. لاَ بِالْعِيَانِ وقف في طابور المتقدمين الى طلب العمل كصياد أمام مكتب الرب.
ها الفرصة أمامك اليوم لتنضم الى هؤلاء الصيادين، ان اردت طبعا، فالعمل في "بحر" الرب ليس بالإكراه. والعمل شاق ومضني والبنية الروحية القوية مع الهمة هي من متطلباته.
أرجو ان لا يصيب همتك عزيزي القارئ ما أصاب " الثعلب " في قصة خليل جبران حيث خرج الثعلب من مأواه عند شروق الشمس، فتطلع إلى ظله (الكبير) منذهلا وقال : " سأتغذى اليوم جملا" ، ثم مضى في سبيله يفتش عن الجمال الصباح كله ، وعند الظهيرة تفرس في ظله (الصغير) ثانية وقال مندهشا :" بلى ، إن فأرة واحدة تكفيني ".
بكر في الصباح الى مهنتك الجديدة، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ , وألقى الشبكة معتمدا على كلمة الرب و لا تكن فيما بعد مترددا في الذهاب الى عملك بل كن كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ .
فادي سمعان يعقوب