تُغَطِّيكِ كَثْرَةُ الْجِمَالِ، بُكْرَانُ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ شَبَا تَحْمِلُ ذَهَبًا وَلُبَانًا، وَتُبَشِّرُ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ (أشعياء 6:60)
بالإيمان، من بلد بعيد مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ،
بالإيمان، قطعوا الصحاري والبراري،
بالإيمان، ساروا وراء نجم ليلاً ونهاراً،
بالإيمان، لم يبالوا بعظمة الملك،
بالإيمان، جثوا وعبدوا طفلا وضيعا لم يعرفوه قبل اليوم،
بالإيمان، فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا،
بالإيمان، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.
لأن سليمان كان ملكا عظيما، جاءت اليه ملكة سبأ من التيمن وأحضرت له أَطْيَابًا وَذَهَبًا كَثِيرًا جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. ولأنهم سمعوا في المشرق أن ملكا عظيما سيولد، جهزوا جمالهم وحملوها بهدايا. ثم جاءوا وسألوا في اورشليم: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟
وجوابا لسؤال " ملكهم" هيرودس عن «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»، وكأنهم طلاب صف ثاني ابتدائي، تسابق رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب برفع اليد للإجابة وابتسامة الثقة تعلو وجوههم بأنهم يعرفون الجواب الصحيح و مرددين في قلوبهم "نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا"!
صرخوا بصوت واحد: فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ! بالصواب أجبتم فهكذا تنبأ ميخا عن ميلاده! اذاً أنتم تعرفون الكتب!
كان عقل هذا الشعب ملآن معرفة من شريعة موسى والأنبياء، أما قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. فحوالي السنتين أو أقل مرت منذ أن تكلمت النبية "حنة" عن الفادي، ومنذ ان تنبأ الشيخ سمعان البار الذي حمل الطفل بيديه. وهم ماذا فعلوا من حينها حين سمعوا؟ لا شيء! هَا قَدْ رَفَضُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ، فَأَيَّةُ حِكْمَةٍ لَهُمْ؟
لم يحاولوا حتى ان يلقوا نظرة على ابن داود الملك، ملكهم! وكأنهم في قلوبهم يتدربون منذ الان ليقولوا لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ! ليكون رفض أمته له من قبل بدء خدمته حتى من قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ!
ويعاكس النجم قوانين الطبيعة ليتحرك بقوة فوق الطبيعة، أمام اولئك الحكماء الارضيين وراصدي النجوم، الذين ارتضى الله أن يعلن لهم نفسه بالطبيعة ويقودهم الى حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ...
يتبع....
فادي سمعان يعقوب