مرقس5: 25-34.
شفاء نازفة الدم
مقدمة: قصة هذه المرأة تأتي معترضة قصة يايرس بغاية تثبيت ايمانه وهي قصة امرأة نازفة دم (اضطراب الحيض) منذ 12 سنة. وهذا المرض في ذاك الوقت يعتبر بغيضا من ثلاثة نواحي:
1- الناحية الدينية: اذ يُعتبر المريض نجساً لا يستطيع عبادة الله.
2- الناحية الاجتماعية: اذ يُعتبر المريض مرفوضا من المجتمع بسبب حكم الناموس عليه بالنجاسة, فهو بالتالي معزول اجتماعيا.
3- الناحية البدنية: يَستنزف موارد وطاقات الجسم ويصيبه بالضعف والانحلال
ومن الملاحظ ان اغلب الناس يعانون من امراض مختلفة مزمنة او قصيرة الأمد وجميعهم يبحث عن العلاج, وعن الطبيب الشافي.
هذه المرأة بعد معاناة استمرت 12 سنة وجدت الطبيب الشافي, انه عمانوئيل, الله معنا, يسوع رب المجد. وانت ايضا ان كنت تبحث,,, فذات الطبيب مازال يعمل.
من الناحية الروحية يتشابه هذا المرض مع الخطية, وما أكثر الذين يعانون من سيطرتها على حياتهم. البعض معاناته مزمنة منذ سنوات والبعض معاناته ليست مزمنة بل منذ اشهر او اسابيع.
ان الخطية كذاك المرض امر بغيض. فهي من
1- الناحية الدينية: تنجس الانسان وبالتالي تحرمه من العلاقة مع الله.
2- الناحية الاجتماعية: تمنع الكثيرين من الاقتراب ممن تنجس بها, وبالتالي تعزله اجتماعياً.
3- الناحية البدنية: تَستنزف موارد وطاقات الجسم وتصيبه بالضعف والانحلال.
لكن يامن سقطت في براثن الخطية اقول لك يوجد اليوم شخص يقدر ان يخلصك من سيطرة الخطية ومن نجاستها اسمه عمانوئيل, الله معنا, يسوع رب المجد.
جملة انتقالية:
يصف مرقس هذه المرأة بثلاثة أمور1- تألمت كثيراً 2- انفقت كل ماعندها 3- صارت الى حال اردأ. وسنتأمل بهذه الامور لندرك ان كل علاج بعيدا عن يسوع هو مضيعة للوقت.
1-تألمت كثيراً.
في ذلك الوقت, وفي تلك البيئة الشرقية يعتبر المرض مخجلا.
- تحدث عن تأجيلها للعلاج ومشاعرها حين تعرض قصتها على الطبيب.
تريد ان تصلي, الناموس يمنعها
تريد ان تصافح الناس, لكنها نجسة
صحتها وصلت إلى الحضيض وحالتها النفسية سيئة جداً.
ربما قالت كأيوب(قد كرهت نفسي حياتي) أو (ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه)
ماذا عن الخطية في حياتك. ربما انت تعاني من خطية ما منذ سنة أو منذ 12 سنة وتريد ان تُفلت منها بكل قوتك ولكن لا فائدة. متألم بسببها ومحرج امام الناس ولا علاقة مع الله. وقد تفكر بمغادرة البلدة لمكان آخر من شدة الحرج.
ومع ذلك اسمح لي ان اخبرك ان كنت تفتش عن علاج فيوجد... لكنه ليس عند الناس, فكلمة الرب تقول (تكثر اوجاعهم الذين اسرعوا وراء آخر). علاجك في شخص المسيح رب المجد. وكل علاج بعيدا عنه مضيعة للوقت فتعال اليه.
2-انفقت كل ما عندها
دائما مصروف ونفقات لا تنتهي.
الكتاب المقدس لم يخبرنا عن مقدار غناها, ولكنه يقول انها انفقت كل ما عندها.
هكذا ايضا الخطية تفعل بالناس تقودهم من خسارة لخسارة ومن افلاس الى افلاس. وفي النهاية يقال ما قيل عن هذه المرأة نازفة الدم (انفقت كل ما عندها)
مثال: سيكارة ثمنها(...) يكون المصروف في اليوم(...), في الشهر(...), في السنة(,,,). في عشر سنين(,,,) في عشرين سنة(...).
وماذا لو كان المدخن يستهلك علبتي سكائر في اليوم او اكثر كم سيكون المصروف.
وماذا نقول عن المدمنين على القمار, والكحول, والجنس, واليانصيب, وغيرهم.
الخطية تستنزفك كل يوم, وحتى لو انفقت كل ما بقي عندك لن تجد شخصا واحدا يقدر ان يخلصك من سيطرتها على حياتك ومن قصاصها في العالم الاخر.
ومع ذلك ان كنت تفتش عن علاج اليوم اريد ان اخبرك انه في صليب المسيح. وان كل علاج بعيدا عنه كالصوم, والحج للاماكن المقدسة, او ارتداء ثياب معينة, او اشعال شموع, او زيارات ما, لن ينفعك. علاجك فقط في شخص المسيح المكتوب عنه( تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم).
3-لم تنتفع بل صارت الى حال اردأ.
لقد صرفت الكل وتألمت كثيرا ويا ليت المرض تحسن ولو قليلاً بل يا ليته ثبت على ما كان. انها مع الأسف كانت تصير من رديء إلى اردأ.
أليست هكذا الخطية, لا تحسّن, بل من رديء إلى أردأ. (قدّم امثلة)
ان كنت تشعر بالضعف واليأس والارهاق دعني اخبرك انه يوجد علاج لمشكلتك هو شخص الرب يسوع المسيح. وتذكر هذا الأمر, ان كل علاج بعيدا عن يسوع هو مضيعة للوقت.
- كيف شفيت النازفة
بعد ان افلست سمعت عن الطبيب الأعظم- كيف تذهب اليه وهي مفلسة- لا يتقاضى اجر (بلا فضة وبلا ثمن) (ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا).
كثيرون مرضى حول المسيح ولكن هذه فقط شفيت. ليتمّ القول (من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب).
- مست هدب ثوبه وحصلت على شفاء لحظي- كامل- مجاني. انه شفاء الرب. فمقابلة واحدة مع المسيح كان فيها كل الكفاية. (ثقي يا ابنة ايمانك قد شفاك اذهبي بسلام)
- السر ليس باللمسة لكن بالإيمان, (ايمانك قد شفاك). والاجمل ان الرب يعطها بركة السلام بعد الشفاء (اذهبي بسلام). وهذا الذي افتقدته طيلة 12 سنة.
* كيف يشفى الخاطئ:
1- ادراكك ان كل مجهود بشري لا ينفع بالشفاء.
2- الايمان ان الشفاء بشخص المسيح فقط الذي جاء عالمنا (لكي يطلب ويخلص ما قد هلك).
3- تعال اليه بصدق وكما انت, لترمي بحملك بين يديه. وبكلمات قليلة ترفعها من قلبك المحتاج ستسمعه يقول لكَ او لكِ: (ثقة يا ابنة ايمانك قد شفاك).
انه خلاص لحظي وكامل ومجاني. وعندها سترنم:
(باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته, الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك).
تعال اليه اليوم لان (جميع الذين لمسوه نالوا الشفاء) متذكرا ان كل علاج بعيدا عنه مضيعة للوقت.
خاتمة:
هذه المرأة نازفة الدم عانت من مرضها اثني عشر سنة ويصفها الكتاب بثلاثة امور:
1-تألمت كثيرا.
2-انفقت كل ما عندها.
3-لم تنتفع شيئا.
كانت بحاجة للشفاء ومع انها حاولت بمجهودها ومجهود غيرها لكنها لم تنجح, الى ان التقت اخيرا بالرب يسوع المسيح الذي قدم لها العلاج مجانا ودون مقابل.
قد تكون الخطية صنعت بك اكثر مما صنعه المرض بهذه المرأة النازفة. الدم وقد تبحث عن علاج لنفسك لكن دون جدوى.
الخطية تنجّس الانسان, وتجعله مكروها في عيني الناس, ومرفوضا من الله. إذ كنت تريد ان تتخلص منها تذكر انه لاعلاج لها بدون يسوع المسيح فلا تضيع وقتك بعيدا عنه. تعال اليه ليمنحك ما عجز كل الناس عن منحك اياه. عطاياه ليست كعطايا الناس وما يقدمه يقدّمه مجانا وبلا ثمن. فتعال اليه واذكر ان مقابلة واحدة مع يسوع بالإيمان ستعطيك انتصارا على خطية سيطرت على حياتك سنين هذا عددها. ارجوك لا تتردد.
ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين.