غلاطية3: 13
مما افتدينا
مقدمة: عندما نتحدث عن صليب المسيح فإننا نتحدث عن موته. ولأن المسيح ولد ليموت أو تجسد ليموت, فإن لموته نتائج عظيمة يمكن ان نشملها بكلمة الفداء. والفداء يقصد به أمرين:1- دفع الدين 2- العتق من العبودية.
جملة انتقالية:
وبنعمة المسيح نريد ان نتأمل بالأمور التي اعتقنا منها المسيح بعد ان دفع كل الدين المطلوب منّا, لنجيب عن السؤال: مما افتدينا؟
.1-افتدينا من لعنة الناموس (غلاطية3: 13).
(اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ).
شرح الآية: لعنة الناموس هي الموت الذي هو اجرة كسر الوصايا.
المسيح حررنا, نحن الذين نعيش جميعنا تحت الناموس (قانون الله) من عقوبة الموت, التي يطالب بها الناموس حسب المكتوب: اجرة الخطية (بالمفرد)موت.
لم يفتد المسيح الناس من لعنة الناموس بحفظه للوصايا العشر خلال حياته لكنه افتدانا من لعنة الناموس خلال موته.
ليس الذي يُعلّق على الخشبة يصير ملعوناً, بل من علق على الخشبة هو بالأصل ملعوناً.
حياة المسيح الكاملة كانت برهاناً على كونه يستطيع بموته ان يتمم فدائنا. وهكذا بموته افتدانا من الموت الابدي الذي هو لعنة الناموس.
2-افتدينا من الناموس ذاته (رو16: 4+ رو7: 6)
(فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ).
(وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ ...).
يقول كاتب العبرانيين: (فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عب8: 13.
ان الناموس تطلّب الطاعة, ولكن النعمة تعطي القوة على الطاعة, وعلى هذا تنقض النعمة سيادة الخطية, وهو ما لم يكن في سلطان الناموس ان يفعله. فالمسيح افتدانا من الناموس وعهده, ليدخلنا في عهد النعمة.
3-افتدينا من سلطان الخطية (رو6: 6).
(عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ).
صلب الانسان العتيق يعني ان جسد الخطية قد جُرد من سلطانه.
(..اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ) كو3: 9-10.
4-افتدينا من سلطة ابليس(عب2: 14)
(فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ). اشرح الآية
(إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ).
5-افتدى (مستقبلاً) أجسادنا (رومية8: 23)
(وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا). اشرح الاية.
+(1كو15: 42- 44, 51- 54).
خاتمة:
مما افتدانا المسيح:
1-من لعنة الناموس
2-من الناموس ذاته
3-من سلطان الخطية
4-من سلطان ابليس
5-من اجسادنا الضعيفة
هل يدفعك هذا الفداء لحياة التكريس والطاعة لشخص المسيح, ولكي تعيش حقاً كما يحق لإنجيل المسيح. أرجو ذلك بنعمة الرّب.
ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين.